في الوقت الذي تستمر فيه عمليات الكشف عن الأضرار وإزالة ركام الدمار الهائل الذي سبّبه العدوان الإسرائيلي في المناطق والبلدات الجنوبية، تواصل إسرائيل خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار، وعملياتها الاستفزازية المتواصلة على طول الحدود، ومحاولات جيشها المتواصلة لتجاوز الخط الحدودي إلى الجانب اللبناني، بالتزامن مع تحليق الطيران التجسسي والحربي في الأجواء.
وفيما أفيد عن اجتماع وشيك للجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، أكّد مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ «بقاء الحال على ما هو عليه من تفلّت إسرائيلي من الاتفاق سواء على الحدود، أو بالغارات والاغتيالات في الداخل اللبناني، سيؤدّي إلى اشتعال الأمور، إن لم يكن اليوم فغداً، أو بعد أسبوع أو بعد شهر. الوضع خطير جداً، وثمة رسالة مباشرة أُبلغت بها لجنة المراقبة ووُجِّهت إلى الأميركيِّين والفرنسيِّين والمراجع الأممية الدولية لتدارك هذا الأمر».
ولفت المصدر إلى أنّ الأميركيِّين يقولون إنّهم ملتزمون بتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس، لكن الواقع على الأرض يخالف ذلك، إذ يترسّخ احتلال هذه النقاط أكثر بالتحصين والتدشيم الإسرائيلي لها. وكشف أنّ «الجهد الديبلوماسي الذي يقوده رئيس الجمهورية جوزاف عون لإنهاء احتلال تلك النقاط التي تتذرّع إسرائيل بأنّها أخذت موافقة الولايات المتحدة الأميركية عليها والبقاء في النقاط الخمس من دون سقف زمني، لم يقابَل بالتجاوب المطلوب معه، ولا سيما من قِبل الأميركيِّين، الذين يكتفون بالوعود».
ويبرز في هذا السياق، ما نُقِل عن ديبلوماسي أوروبي تحذيره ممّا سمّاه «وضع مقلق للغاية في جنوب لبنان»، راداً السبب إلى أنّ «بقاء احتلال النقاط يعني إبقاء حالة التوتر وأسباب عدم الاستقرار قائمة، فضلاً عن أنّه يوفّر ذريعة لـ»حزب الله» في إعادة تثبيت حضوره الأمني ومعاودة استهداف إسرائيل».