مع إنطلاقة “موسم الوحل” الانتخابي ، ثمة من ينفش ريشه في عز البرد متخذا صورة ذلك الغراب الذي ضرب به العزم صباحا نحو وليمة فاخرة وكبيرة ، نظر الى نفسه مع طلوع الشمس واختار حيوانا كبيرا للغداء ، ومع تقدم النهار وغياب النور بات العصفور طعاما يٌشتهى ، وما لبث عند العصر سوى الاكتفاء بصوص صغير … هكذا معظم المرشحين للانتخابات البلدية تنتابهم نوبات “التريس” من اجل حجز كرسي في مكان عام يوما ما بعيدا عن أهله وخدمتهم المقتصرة على ” لمّ ” الزبالة !
يا لها من احلام ورؤى تنموية هادفة تبقى في أدمغة أصحابها لتتعفن مع مرور الوقت خصوصا وأن مشروعه في البلدية جاهز والاموال ملحوظة له ليتكشف أن هذا المشروع العظيم يتلخص بحائط دعم لهذا ” الجب ” من العائلة وترقيع جورة قرب ” جب ” اّخر … ثم يأتي الموعد الجديد للبلديات والحاجة محصورة فقط بتغيير لون ” الكرافات” !!
يسهرون الليالي وينفثون دخان السجائر والمعسل حتى الصباح ، يضحكون على بعضهم ويتبادلون عهود الوعود والعهود الكاذبة ، وتبدأ مواسم الطعن من الخلف مترافقة مع تشحيل الربيع !! ، كل الادعاء أن هذه اللائحة أو تلك عبارة عن فريق متجانس نحو ” مصلحة ” البلدة ليتبين أن كل عضو يعمل لنفسه فقط ووفق مصلحته الوظيفية والمالية .
هل هكذا تجري التحضيرات ووفق هذه الاّلية في بلاد جبيل ؟
يعني ودون أن ندخل في التفاصيل من الحلقة الاولى …. للاسف ينطبق هذا العنوان على أكثرية البلدات ومنها ما يبدو نافرا” الى حد بعيد كما يحصل في بلدة حالات كبرى بلديات الساحل والتي تبدأ فيها الانتخابات في اليوم الثاني لصدور النتائج !! وحيث صراع الأنسباء الذين يستقبلون الاشخاص أنفسهم مع نفس الوعود ” للريس” القادم مع معدل الوعود نفسه في بلدة إتسمت بلديتها بالجدية طوال عشرات السنين ، ودخلت الاحزاب على الخط خصوصا القوات اللبنانية التي رشحت أحد المقربين منها الذي يحاول أن يشبك مع العائلات لتشكيل لائحة ثالثة ، وحقيقة الامر أنه في حالات تتواجد خاصية ( أهم لوازم الزينة للرجال )، فيما معركة المخاتير في البلدة ليست أقل ضراوة مع العلم أن هؤلاء محط احترام الجميع ، وحسب موقع “الجريدة نيوز” ثمة محاولات جدية من أجل جمع كلمة اّل باسيل وتجري إتصالات يومية بعيدا عن الاضواء والاجواء الصاخبة ويقودها أحد العقلاء من خارج البلدة خصوصا خلال الليل وفق نظرية “لا يموت الديب ولا يفنى الغنم” .
ولا ضرورة للغوص من خلال الحلقة الاولى عن بلاد جبيل في تفاصيل تكاد تملأ مجلدات عديدة ،فبلدة عمشيت وهي البلدة “المخملية” ذات التصنيف العالي في مستويات الفن والثقافة والابداع ترى نفسها من جديد تتنكر لماضيها السياسي المشرف من خلال “نزوع” بعض الشخصيات نحو أحلام التغيير وما شابه ، ، ولم نشهد يوما أن هذه الصفة ملازمة للبنانيين بمقدار الدوران حول اشباح جاؤوا الى هذه الارض ورموا هذه “الفتيشة” التفنيصة لتصبح شماعة لماعة لمقاصد الكذب والدجل ، ناهيك عن مصادرة “المدينة” لدورها السياسي والثقافي على حساب تاريخها العميق ، ان عمشيت تستأهل كل الخير وفيها الخير الوفير من رجالات العلم والمعرفة والانماء وقاموا قبل اليوم بنهضة يمكن تسجيلها وهي ماثلة أمام الجميع صمود خلال الكورونا والازمة الاقتصادية والنزوح السوري ، هذه جميعها كانت قيد السيطرة من خلال بلديتها وليس أي جهاز اّخر ، فعمشيت ليست مجرد رعايا يصلّون في الكنيسة يوم الاحد ونكاية نهار الاثنين ، بل لطالما كانت مناداتهم في طلب المعرفة واردة وإستئذانهم المزيد من العلم للجوار ، ان عمشيت تستأهل الكثير لأنها بالفعل محرومة حتى من المادة نفسها … المياه !؟
في الفيدار لم يقل بعد المهندس ايلي باسيل كلمته فيما خص هذا الاستحقاق البلدي فيما يتحرك اّخرون على خط تشكيل لائحة كانت في الاساس مشتركة بين الجميع الى حين تم اسقاطها وتسليمها الى القائممقامية في جبيل ، وليكتمل النقل بالزعرور تتحدث بعض المصادر عن سؤ “تقليعة” تمر بها مسألة تشكيل اللوائح بفعل الازدحام الحاصل على العضوية ( سوف يتم التطرق مفصلا الى الفيدار لاحقا ) .
موقع “الجريدة نيوز” _ الكاتب عيسى بو عيسى ،( الحلقة الأولى )