قرطبا … وموسم الكوسى !؟ ( عيسى بو عيسى)

كان لقرطبا أن تخف حماوة ما يسمى “المعركة” البلدية فيها وبين حاراتها وأحيائها ، وكان للعقّال فيها أن يعملوا على تجنيبها العمليات الجراحية التي تحصل بين العائلات وصولا الى الفعاليات السياسية التي كان من المفترض أن تركن ” بوسطتها” لمناسبة الثالث عشر من نيسان وهو موعد مشؤوم في تاريخ لبنان ، والشعنينة التي جرت في كنائسها خلقت مناسبتين الفرح للصغار وفرصة ” للثرثرة” وكترة الحكي والتفتيش عن أصل كل جبّ عائلي وما يتفرع منه ، وابتعدت الصلاة والابتهالات عن معظم الفعاليات المشاركة والمعنية بالانتخابات البلدية .

صارت قرطبا مكشوفة أمام المعرقلين للإتلاف وما كان ليحصل هذا الإنكشاف دون تدخل أهل السياسة ، وصحيح أن فارس سعيد ابن البلدة والمعني كغيره بهذا الاستحقاق إنما مسؤوليته تتلاءم مع حجم تطلعاته الوطنية الكبرى والمصيرية ، وله كل الحق كغيره أن يزكي فلان او اّخر إنما هذه “التزكية ” إذا ما صح التعبير
لا تتيح له أن يعتبر أن “سن البلوغ” سببا” وحيدا للنهوض بالبلدة- المدينة ّ، ذلك أن الخبرة والتجارب والقدرة وعمر البلوغ ” طابشة” لصالح من إختبر العمل البلدي والملاحقة في دوائر الدولة للوصول الى نتيجة مرجوة ، والجميع يعي تمام العلم أن بناء حائط دعم يستلزم تدخلات من هنا وهناك سبيلا لإنجازه ، وفارس سعيد القيادي والنائب السابق والذي كان رهانه السياسي العام والكبير صائبا ولا احد ينفي هذا الامر على الاطلاق وربما كان الوحيد الذي أصاب في رؤيته السياسية .
عند هذا الامر وهذا الأفق الواسع لدى الدكتور سعيد خصوصا بعد أن تعزز بجرعة إضافية مع تعيين شقيقه الدكتور كريم سعيد حاكما لمصرف لبنان ، يعني أن
“الشرفة” المطلة على الناس زاد علوها بالمعنى الايجابي وبات منزل اّل سعيد ومن يزوره يشاهد زعامات على مستوى الوطن كوالده الراحل الزعيم أنطون سعيد ووالدته الجبارة الراحلة نهاد سعيد ، هذه هي الشرفة التي نعني بها ونشير اليها وليس المسافة بين بيت اّل سعيد والناس على الاطلاق .

يتدخل فارس سعيد في عملية تشكيل اللوائح في قرطبا وهذا حقه كما يتدخل زياد الحواط في مجدل العاقورة البعيدة عنه ولم نعلم مدى نفوذ الحواط في هذه البلدة ، ولسعيد حق مكتسب وحتى مناداته بالعنصر الشبابي خيار ولا أحلى ، إنما التعويل على هذا الخيار وإغفال الخيار الاّخر ليس من الضرورة أن ينهض بالبلدة بكبسة زر !! أما “التطعيم” والدمج بين الخبرات فيه الكثير من الوعي والادراك ، ذلك أن إفتتاح “معهد” لتعليم العمل البلدي أمر يتطلب جهدا” ووعيا وإستيعابا” ، لكن دون وضع شروط أشبه بإملاءات سياسية تمهيدا لأمر الاتفاق أو التشكيل ، وما الذي يفعله مارتينوس إذا كانت القوات تقف الى جانبه؟ هل تتم عملية تجاهل الصوت القواتي من أجل سردية سياسية أو حتى التعويل على استحقاق قريب ، مع العلم أن هناك عائلات وازنة وكبيرة في قرطبا سائرة في خيار مارتينوس ليس حبا” بشخصه إنما واقع الحال يشي أن قرطبا متقدمة على غيرها من البلدات لناحية الانماء والطرقات والعمل الاجتماعي ، ويعرف الجميع في قرطبا أن ما يساهم به رئيس البلدية شخصيا أمر معروف لدى عشرات العائلات وحتى إنجاز المشاريع …. حسنا ولو كان مارتينوس متقاعس عن المبادرة أو مقصرا” لكان وجوب إطلاع الناس في قرطبا على هذا الامر ، وأما ولسان حال أهالي قرطبا حسب الإستبيان الذي قام به هذا الموقع يعطي صورة واضحة حول السؤال التالي : هل قام فادي مارتينوس بعمله الانمائي في بلدته وكرئيس اتحاد للبلديات في باقي البلدات الجبيلية ؟ الجواب ملّخص وعبارة عن كلمتين : الزلمة اشتغل .

حسنا جديدة ، لو تم طرح مبدأ الانتاجية للمجلس البلدي الحالي ومشاهدة مشاريعه في قرطبا بالرغم من النكبة الاقتصادية وجائحة كورونا وتدهور سعر صرف الليرة لكانت النتيجة مغايرة لمبدأ “عنزة ولو طارت” ! أما نقل مجريات الانتخابات النيابية القادمة والتعويل عليها ووضعها في سلة الممنوعات لوصول فلان أو علتان أو التلويح برئاسة إتحاد البلديات فالقضية أصبح فيها نظر وليس وجهة نظر كما يريدها البعض ، أو أبسط الامور لتجري الانتخابات البلدية بين اللوائح الجدية بعيدا عن المصطنعة منها ولتقرر صناديق الاقتراع خيار أهل قرطبا حصرا” وليس الانتظار لزمن أبعد أو وضع الفيتوات الغير مفهومة والواجب شرحها بكل شفافية للناس ، أما رفع رايات المنع والاقصاء تستجلب عطفا” مضاعفا ، وعلى سيرة إنتظار من هو فوق الاّن وأين سيكون فيما بعد ، أستذكر منذ زمن بعيد ما يمكن إسقاطه على الواقع والرهان على السراب والتبصير بما سيكون عليه المستقبل ، وهي ردّية هزلية لفريق بلدة شكا الرياضي للكرة الطائرة وهو يخوض مباراته مع جمهوره المؤلف من قسمين والذي كان مع كل نقطة فوز يرندح باللهجة الكورانية التالي والذي تتطلب مني شخصيا وقتا لإستيعابه ويتلخص بالتالي :

_ الفريق الاول للثاني : موسم الكوسى مبروك إجا وقت التعباية بكعب الصندوقة حطوك وعالتوجيهة حطوني
_ يرد الفريق الثاني : لكن يا أزمة ال…. إجا وقت التفضاية قلبوا الصندوقة وضحكوا عليك وشالوني . ( التوفضايي)

خوض الاستحقاق البلدي أمر حيوي للبلدات في كل لبنان وصولا الى اللامركزية أقله الادارية مما يعطي نفسا” إنمائيا وتشجيعا على العمل الجماعي المنتج أما إذا تم تحويله الى حسابات سياسية شبه شخصية فيتحول المجلس البلدي ساحة صراع غير منتجة ويقف كل عضو متكئا” على من جاء به وكلما تم طرع مشروع ما يخرج الى البلكون ويتصل بمرجعيته …. لتكن الانتخابات ديمقراطية وهذا ما يتغنى به الدكتور سعيد يوميا إنما دون فيتوات أو “ممانعة ” لسبب غير مفهوم وليدخل في المجلس البلدي اقواتي والعوني والكتائبي والكتلوي والعائلات ويشكلون نسيجا واحدا نحو هدف أوحد وهو : خدمة قرطبا .

موقع “الجريدة نيوز ” الاخباري _ انتخابات بلدية

اترك تعليق