لفت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، إلى أنه “لا يمكن التعاطي بالسياسة والشأن اللبناني من دون مقاربة أحداث المنطقة، وعلى الرغم من أن البعض يتّهمنا بالعودة إلى الخارج قبل الداخل، كيف من الممكن مقاربة الأحداث في لبنان بمعزل عن أحداث المنطقة؟”.
وأشار مساء اليوم الجمعة، إلى أن “هذه المشكلة تكرر الأخطاء في لبنان وغيره من البلدان، أي فقدان البعد الاستراتيجي. ومَن اعتقد في الثمانينات أن إسرائيل ستبقى في لبنان توجه إلى رهانات وحسابات خاطئة وبالتالي خرج الإسرائيلي من لبنان باستثناء بعض المناطق الحدودية”.
وفي ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي، دعا نصرالله للاستفادة من الفرصة المتاحة حالياً على الصعيد الإقليمي، مؤكداً أن “رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مرشّح جدّي لا وليدة الصدفة، إذ إنه عندما طُرح رئيس الجمهورية السابق ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية كان الوزير فرنجية مرشحاً جدياً”.
وشدد على أننا “لا نفرض مرشّحاً على أحد بل قلنا هذا مرشّحنا، واطرحوا أنتم مرشّحكم ولنذهب إلى المجلس لانتخاب رئيس. كما دعونا إلى التفاوض والحوار والتوافق على مرشح، وإذ قال الطرف الآخر إنه سيعطّل جلسات الانتخاب وبالتالي يحقّ لنا أيضاً في هذه الحالة التعطيل”.
وإذ أشار نصرالله إلى أن “الحزب لم يدعمه بعيداً من التركيبة السياسية واللبنانية”، أكد أن “الأبواب لا تزال مفتوحة للنقاش والحوار والتلاقي في ملف رئاسة الجمهورية”.
وأضاف، “حكومة تصريف الأعمال يجب أن تواصل عملها في ظل هذه الظروف ومشكورين ع الشغل اللي عم يعملوا”.
وأشار إلى أن “مجلس النواب يستطيع أن يشرّع بشكل طبيعي بظل الفراغ الرئاسي، إنما هناك أعراف تُفرض في البلد تشير إلى غير ذلك”، مضيفاً، “عندما انتهت ولاية الأمين العام للأمن العام لم نذهب إلى تعيين آخر على الرغم من أنه موقع شيعي ويحق لنا ذلك، وبالتالي لا تعيين لحاكم مصرف لبنان في الوقت الحالي، إذ إننا ضد تعين حكومة تصريف الأعمال حاكماً جديداً للمركزي وضد أن تمدد للحاكم الحالي”.
كما تمنّى أن “يعمل مجلس النواب بشكل طبيعي في التشريع وليس فقط تشريع الضرورة، وهذا لا يؤثر على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية”.
وعن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، قال، إن “سوريا لم تغيّر موقفها أو استراتيجيتها ولا محورها والدليل على ذلك زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا الأسبوع الماضي، وبعد نحو 11 عاماً، والتأكيد على العلاقات السورية الإيرانية على المستوى العسكري والسياسي وغيره”.
ولفت إلى أنه “في ظل المقاطعة العربية كان شرط سوريا للعودة إلى الحضن العربي هو قطع علاقتها مع إيران، ليأتي رئيسي بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية ويؤكد عمق العلاقة بين البلدين وأن سوريا لم ولن تغيّر موقفها”.
وأردف، “مع كل تعافي وتقدّم في سوريا نبارك لها لأنها في صلب المنطقة العربية ولاحظنا في المقابل الإصرار الأميركي على العقوبات وقانون قيصر والحصار الاقتصادي”، معتبراً أن “الأميركي عينو ضيقة، ومصرّ على نهب النفط والغاز، إنما لن يستطيع أن يفرض شيئاً على سوريا”.
وأكد نصرالله، أن “لبنان مُطالب بإعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا إنما هناك بعض الأطراف في لبنان منفصلون عن الواقع ويتنكرون خلف الوقائع”، سائلاً، “ماذا تنظر حكومة تصريف الأعمال لإعادة العلاقات السياسية مع سوريا إلى طبيعتها؟ ولو كنا نمسك بالحكومة وبمفاصل الدولة كما يزعم البعض لشكلنا وفداً وذهبنا إلى دمشق من قبل”.
ورأى أن “مصلحة لبنان الأكيدة على الصعد كافّةـ هي إعادة العلاقات مع سوريا إلى طبيعتها”.
أما عن ملف النازحين، فأشار إلى أنه “لا يُعالج عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولا من خلال التصاريح والبيانات لأنه يؤدي إلى الفتنة والحقد على شعب يعتبر جاراً. والحكومة اليوم مطالبة بنقاش جدي ووضع برنامج مع سوريا، لحل أزمة النازحين”، معتبراً أن “هناك دول خارجية تفرض على لبنان إبقاء النازحين وبالتالي تمنع المسؤولين من إرسال وفد إلى دمشق”.
وعما يقال في الاعلام اللبناني والغربي، عن أن حزب الله يحتل قرى ومناطق لبنانية بقوّة السلاح ويتاجر بالمخدرات والأسلحة، قال، “لا نحتل قرى أو مناطق لبنانية والموجودون كقوة عسكرية في بعض المناطق لا يستأجرون منازلاً إلا بإذن من صاحب المنزل أو بإذن من الدولة والحديث عن غير ذلك كذب وغير صحيح”.
وأضاف، “أما الحديث عن أن الحزب يهرّب كبتاغون ومخدرات ويجني أرباحاً هائلة من هذه التجارة فهو كذب ونفاق وعار من الصحة تماماً ولولانا هل تستطيع الدولة اللبنانية تفكيك عصابات المخدرات؟”.
وشدد نصرالله، على أننا “لا نقبل أن نلوّث ثوب المقاومة الشريف بالحديث عن تجارة المخدرات”، داعياً القوى الأمنية إلى الكشف عن أسماء الموقوفين الذين تلقي القبض عليهم والمتهمين بالضلوع بهذه التجارة وتصديرها إلى الخارج والدول الخليجية تحديداً، سائلاً، “من الجهات التي تستلم المخدرات في الدول العربية ولماذا لا يتحدّث الاعلام عنها؟”.
وعن ما يحصل حالياً في قطاع غزّة، قال نصرالله، إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستطيع أن يقول، قتلنا القادة والنساء والأطفال إنما لا يمكن أن يدّعي أنه هزم المقاومة الفلسطينية أو أنه قضى بالكامل على حركات الجهاد لأنها تزداد قوة وفعالية وحضور. وبالتالي يستطيع الكذب إنما الحقيقة مختلفة عن الواقع في فلسطين وغزة”.