التّصعيد في غزّة… هل يصل إلى لبنان؟

الجريمة الإسرائيلية الجديدة التي يرى بنيامين نتنياهو أن ثمنها أقل عليه من تدهور شعبيته، وحكومته نفسها قامت على قاعدة تطبيق ضم المناطق الفلسطينية وتهويد القدس وقطع الطريق على فكرة حل الدولتين بصورة نهائية، لن تسقط نفسها على لبنان كون ذلك سيؤدي الى مفعول عكسي عليه وقد يجر الأوضاع الى تدهور دراماتيكي كبير وواسع.

على أن عوامل رئيسية تحكم الجبهة اللبنانية.

لم يتنصل “حزب الله” من الصواريخ التي أُطلقت قبل أسابيع، لكن هذا شيء وفتح الجبهة شيء آخر تماماً والذي لن يستدعيه سوى تطور دراماتيكي مثل تخطي خطوط حمراء كبرى على مثال التعدي الكبير على القدس والتهويد، أو اللجوء إلى عمليات تهجير جماعي “ترانسفير” على غرار مراحل نشوء الكيان، أو في حال لجأت الحكومة الاسرائيلية نفسها الى توسيع البيكار والضرب العسكري تحت الحزام في إيران أو في لبنان، وهو ما ليست تلك الحكومة في وارده اليوم ناهيك عن عدم قدرتها عليه.

وبذلك لن تكون التداعيات الفلسطينية هامة على لبنان الذي يفتقد الاجماع الداخلي والتفويض للحزب للقيام بما يراه مناسبا في الصراع مع إسرائيل وهو ما يراعيه الحزب من دون حاجته عسكريا له..

على أن خرق إسرائيل لقواعد الإشتباك حتى من دون تصعيد عسكري كبير ضد “حزب الله” ولبنان، سيؤدي الى رد عسكري من الحزب حسب الظروف والتقديرات، أما دون ذلك فلا خوف من تطورات دراماتيكية جنوباً.

الأمر الهام هنا أن الأعين يجب أن تبقى شاخصة على المياه اللبنانية، ذلك أن حرمان لبنان من ثروته البحرية سيؤدي من دون شك الى تصعيد الأمور وربما الحرب وهو الأمر الذي كان “حزب الله” قاب قوسين أو أدنى منه، قبيل توصل لبنان في تشرين الأول الماضي الى اتفاق التنقيب مع الحكومة الإسرائيلية برعاية أميركية.

اترك تعليق