ينظّم «حزب الله» الأحد المقبل مناورة عسكرية في احد معسكرات المقاومة في الجنوب، وتحديداً بمحاذاة مَعلَم مليتا السياحي. فما هي قصة هذه المناورة وماذا تحمل من دلالات؟
من حيث المبدأ، فإنّ المغزى الأساسي للمناورة العسكرية بالذخيرة الحية، يندرج في إطار إحياء الذكرى الثالثة والعشرين لعيد المقاومة والتحرير، وبالتالي هي مقرّرة سلفاً ضمن روزنامة الاحتفالات بالمناسبة لهذا العام.
ولكن الأحداث التي سبقت تاريخ إجراء المناورة، خصوصاً في قطاع غزة، أعطتها بُعداً إضافياً إلى جانب أبعادها اللبنانية المتصلة بذكرى تحرير معظم الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي.
وسيشارك في المناورة مقاتلون من «حزب الله» يتوزعون على اختصاصات ميدانية عدة، وستُعرض فيها اسلحة متنوعة من صواريخ وآليات.
ولكن الحزب الذي يعرف انّ مناورته ستوضع تحت مجهر الكيان الاسرائيلي، وهي الموجّهة اساساً له، لن يكشف اوراقاً تسلّحية مخفية، وبالتالي لن يحرق المراحل في سجاله الأمني – العسكري مع تل ابيب، من دون إغفال انّ حجم المناورة في حدّ ذاته سيكون لافتاً للانتباه وغنياً بالمؤشرات.
وقد حرص الحزب على توسيع مروحة الدعوات لحضور المناورة حتى يصل صداها إلى حيث يجب ان يصل. وعُلم في هذا الإطار، انّ حشداً صحافياً سيواكبها، ومن بينه الإعلام الغربي الذي سيكون مشاركاً في التغطية عبر وكالات أنباء أجنبية معروفة وصحافيين اميركيين ينتمون إلى مؤسسات كبرى في الولايات المتحدة، إضافة إلى وسائل الاعلام المحلية بكل ألوان طيفها السياسي.
ويقول مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف لـ»الجمهورية»، انّ المناورة تذكير بالإنجاز التاريخي الذي صنعته المقاومة من خلال تحرير معظم الأرض اللبنانية، عبر تراكم التضحيات التي تُوجّت في 25 أيار 2000 باندحار الاحتلال، كاشفاً انّ الطابع الميداني للمناورة سيكون هجومياً.
ويشير عفيف، إلى انّ المناورة تنطوي على رسائل عدة، «واحدة إلى الداخل فحواها انّ المقاومة في أعلى جهوزية للدفاع عن لبنان في مواجهة أي اعتداء، وأخرى موجّهة إلى العدو، قوامها انّ المقاومة على أتمّ الاستعداد لصدّ اي عدوان والردّ عليه، وانّ اي تطورات لا يمكن أن تُشغلها عن تأدية هذا الدور، ولذلك عليه ان لا يُخطئ في حساباته مع لبنان».
ويتابع عفيف: «لا نستطيع ايضاً أن نغفل انّ معركة «ثأر الاحرار» في فلسطين المحتلة مع الاحتلال الاسرائيلي أتت لتمنح المناورة بعداً إضافياً، يفيد بأنّ المقاومة جاهزة أيضاً للمساهمة في الدفاع عن فلسطين اذا إقتضت الضرورة، وأن ليس بمقدورها ان تكون متفرجة إذا واصل العدو الإمعان في انتهاك المقدسات او إذا ظن انّ بإمكانه استفراد الفلسطينيين».
ولكن، الا يمكن أن تشكّل مناورة الحزب العسكرية استفزازاً لعدد من القوى السياسية الداخلية التي تشكو من «مشكلة» السلاح؟
يعتبر عفيف، انّ «أصل وجود المقاومة هو مستفز للبعض، على رغم انّ التجارب أثبتت انّها تتصرّف بمسؤولية وحكمة. بينما وللأسف الشديد، هذا البعض لا تستفزه الاعتداءات والانتهاكات المتكرّرة للسيادة من قِبل الاحتلال. انّها واحدة من المفارقات العجيبة التي يزخر بها الواقع اللبناني».