بعد التوافق بين المعارضة والتيار الوطني الحر على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور أضحت العيون شاخصة باتجاه عين التينة، وما إذا كان رئيس مجلس النواب نبيه برّي سيدعو الى جلسة انتخاب الرئيس أم أنه سينتظر ان يعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ترشيحه رسمياً وفق ما نُقل عن برّي أخيراً.
في هذا السياق، توقعت مصادر سياسية متابعة للمستجدّات الأخيرة في اتصال مع جريدة “الأنباء” الالكترونية تكثيف الاتصالات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي الذي قد ينطلق على خطين، الأول خط بكركي والاتصالات التي سيتولاها البطريرك الماروني مار بشارة الراعي مع الرئيس برّي للتباحث معه في موضوع تحديد موعد لجلسة الانتخاب، او بإيفاد المطران أنطوان أبي نجم من قبله للقاء رئيس المجلس من أجل التباحث معه في موضوع تحديد جلسة الانتخاب، أمّا الثاني ينطلق من التواصل الذي قد يجريه الوزير السابق جهاد أزعور شخصياً مع الكتل النيابية التي يبدأها قريباً.
وإذ استبعدت المصادر أن يحدّد برّي موعد الجلسة ويتولى نواب الثنائي تطيير النصاب، لأن لا عودة لهذا الأسلوب بعد اليوم، توقعت أيضاً أن يعلن فرنجية ترشيحه قريباً في حال بدأ يتلمس نية الرئيس برّي تحديد جلسة انتخاب الرئيس بدافع رغبته في المنافسة، خصوصاً وأن لا فرنجية ولا أزعور متأكدان من الحصول على 65 صوتاً في الجلسة الأولى.
توازياً، وصفَ عضو كتلة تجدّد النائب أديب عبد المسيح الأجواء بالإيجابية بعد قرار التيار الوطني الحر بتأييد الوزير أزعور بعد عناد طويل، مشيراً في حديث الى جريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن المعركة تحولت الى داخل مجلس النواب وبالتالي مجموع الأصوات التي قد يحصل عليها أزعور مقابل منافسه فرنجية الذي سيحظى بأصوات كل فريق الممانعة، متوقعاً أن تتراوح الأصوات التي سينالها أزعور في الجلسة الاولى بين 60 الى 67 صوتاً، وقد ينال أزعور من النواب التغييرين 5 او 6 نواب من أصل 13 ومن المستقلين أربعة أو خمسة نواب.
ووفق عبد المسيح فإنَّ “التعويل يبقى على نواب اللقاء الديمقراطي، أما نواب الاعتدال الوطني فما زال موقفهم رمادياً”، متوقعاً أن يحدد بري موعداً لجلسة الانتخاب بغضون الأسبوعين المقبلين خاصة وأننا بدأنا نقترب من استحقاق تعيين حاكم لمصرف لبنان بعد انتهاء ولاية سلامة”.
ورأى عبد المسيح أن لا مبرر يمنع حصول لقاء بين الراعي وبري، مؤكداً انه بعد اتفاق المعارضة مع التيار الوطني الحر أصبح أكثر تفاؤلاً بانتخاب رئيس الجمهورية. وعمّا إذا كان يتوقع ان يغدر باسيل بهم كمعارضة لمصلحة حزب الله، سأل: “ما هي مصلحة باسيل بذلك، فهل سيصوت لفرنجية؟”.
وختمَ عبد المسيح بالقول: “باسيل يعلم علم اليقين أنَّ مجرد وصول فرنجية للرئاسة ينتهي مستقبله السياسي، وبذلك فلن يصل رئيس التيار الى الانتحار، متوقعاً ان يبدأ أزعور اتصالاته مع النواب قريباً بحدود ما تسمح له وظيفته في صندوق النقد الدولي، مستبعداً أي تدخل عربي قبل انتخاب الرئيس، لأن المجتمع العربي حريص ألا يعطي أي تعليق لصالح أي مرشح قبل جلسة الانتخاب وأنه يفضل ان يبقى محايداً الى حين ظهور النتيجة.
إذاً، فإنَّ توّحد المعارضة والإتفاق مع “التيار” قد وضع الاستحقاق الرئاسي أمام منعطف جدّي، بانتظار موعد جلسة الانتخاب القادمة، إلّا أنَّ الحذر يبقى سيّد الموقف، إذا ما تفجّرت أيّ مفاجأة رئاسية، وبالتالي يبقى المطلوب أن تتوّحد النوايا لانتخاب رئيس وانقاذ القطاعات التي تواجه شبح الإنهيار اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى.