تعتبر الساعات التي تسبق جلسة انتخاب الرئيس يوم الأربعاء في الرابع عشر من الجاري مفصلية في ظلّ الإنقسام العمودي بين الأطراف السياسية، وخاصةً بين فريقي المعارضة الداعم للوزير السابق جهاد أزعور والممانعة المتمسك برئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وخصوصاً بعد فشل مساعي بكركي باتجاه الثنائي الشيعي لإيجاد حلّ للأزمة، ويمكن القول إنَّ المواجهة بين الطرفين أصبحت مكشوفة.
مصادر سياسية مراقبة استبعدت في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية أن يقدم حزب الله على توتير الأجواء الأمنية عشية جلسة الانتخاب، كما استبعدت في الوقت نفسه تأجيل الجلسة للسبب عينه، ففي ظلّ أجواء الإنفتاح بين إيران والسعودية ليس هناك من مصلحة لإيران بتوتير الأجواء في لبنان، وبالتالي لا يمكن لحزب الله أن يتفرد بقراره عن طريق اللجوء الى افتعال مشاكل أكان ذلك بقصد أو بغير قصد، لكنه حتماً قد يلجأ الى التعطيل اذا ما شعر أن أسهم أزعور تتقدّم على فرنجية.
المصادر اعتبرت أن جلسة الأربعاء بمثابة اختبار لما يمثله الحزب على الساحة السياسية، وأن حزب الله كما بات معروفاً غير مستعجل لانتخاب الرئيس ما لم يكن هناك ضغط دولي على إيران لتعديل موقفه.
إذاً، لبنان أمام أسبوع حاسم بانتظار ما ستؤول إليه مجريات جلسة الأربعاء وما سينتج عن جلسة مجلس الوزراء في ظلّ الشغور الرئاسي الذي يلقي بظلاله على مؤسسات الدولة العاجزة، لعلّ القوى المعنيّة تعي خطورة الوضع الراهن وتنتقل إلى لغة الحوار والتلاقي لأنها المخرج الوحيد لكلّ الأزمات.