لا يمكن تبيان ماذا تضمن التقرير الذي حمله معه الموفد الفرنسي جان إيف لودريان عندما وصل الى الإليزيه بعد ثلاثة أيام من اللقاءات مع السياسيين تبين من تقاطع المعلومات ان لودريان لم يتحدث فيها كثيرا بل كان “مستمعا شغوفا” للقيادات السياسية حول الشؤون اللبنانية والمقاربات الرئاسية.
المؤكد مع انتهاء الجولة ان لودريان استطاع تكوين المزيد من الانطباعات السلبية عن الانقسام اللبناني العميق باستمرار المسيحيين على نهج التقاطع الرئاسي لتجديد إنتخاب جهاد أزعور مقابل المزيد من الإصرار لدى الثنائي الشيعي على خيار الوزير السابق سليمان فرنجية.
وإذا كانت أوراق لودريان التي سيضعها على طاولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “من أسراره الخاصة وبنات أفكاره” فإن ما تسرب من السياسيين الذين التقوا لودريان لا يوحي بحصول تقدم او إختراق في الملف الرئاسي بخلاف المؤشرات الخارجية التي سبقت الزيارة وما حكي عن تفاهم سعودي فرنسي ومقايضة بين الرئاستين لحسم الملف الرئاسي ليتبين لاحقا ان نتيجة الجولة ان لا رئيس في المدى القريب مع احتمال الدخول أكثر في الجمود الرئاسي الى نهاية فصل الصيف.
لم يحمل الموفد الفرنسي معه مبادرة رئاسية ولم يطرح اسم مرشح محدد ويمكن القول كما تقول مصادر سياسية ان الجولة كانت استطلاعية من دون نتائج عملية بانتظار بروز طروحات في زيارته الثانية في تموز المقبل بعد ان ثبت ان الجهود الفرنسية لن تتوقف للوصول الى حل للمعضلة الرئاسية ولتجديد الدور الفرنسي على الرغم من ان الحلول غير متوفرة حاليا بعد وقد تلمس لودريان عن كثب ان كل فريق باق على قناعاته الرئاسية ولذلك لم يوفق في تقريب وجهات النظر فاقتصر دوره على مهمة استطلاع قبل الغوص في الحلول.
مع ذلك فان قراءة الزيارة الفرنسية اختلفت بين فريق واخر، فثمة من اعتبر ان المبادرة الفرنسية انتقلت من باتريك دوريل الى لودريان من اجل تحقيق فرق وان المبادرة الفرنسية التي انطلقت بزخم بعد لقاء ١٦ حزيران بين ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي قائمة ومستمرة وان ترشيح فرنجية لم يسقط بعد فيما يرى فريق المعارضة ان النقاش صار وراء ترشيح سليمان فرنجية وقريبا تظهر معالم الدور الفرنسي الجديد.
مع ذلك فإن الواضح ان فريقا مسيحيا أساسيا لا يعول كثيرا على الحراك الفرنسي الأخير بعد التبدل في النظرة الفرنسية الى الملف اللبناني مع انتقال باريس الى الإهتمام بأولويات تأمين مصالحها واستثماراتها ومشاريعها على حساب علاقتها بما يريده المجتمع المسيحي وان الفرنسيين باتوا على تواصل مع القوى السياسية التي تضمن مصالحها وهذا الامر بتقدير مصادر سياسية سيكون مؤثرا في الموقف الفرنسي او المبادرات المقبلة، كما ان الجانب الفرنسي يركز على تفاهم اللبنانيين لمعالجة أزمة الرئاسة بدل التعويل فقط على الأدوار الخارجية، وتؤكد مصادر سياسية في هذا السياق ان الفرنسيين لا يمكن ان يكونوا بدلاء عن القوى اللبنانية المسؤولة وحدها عن انقاذ لبنان فانتخاب رئيس للجمهورية يقع على عاتق المسؤولين فيه والسلطة التشريعية قبل اللجوء الى طلب التدخل الخارجي.