منذ أسابيع، والكيان الاسرائيلي مُنشغل بخيمتَين نَصَبهما «حزب الله» في منطقة مزارع شبعا، مُحاولاً بكل الوسائل دَفع الحزب إلى إزالتهما، من دون أن يفلح… فما هي قصتهما؟ وهل يمكن أن يُشكّلا شرارة لمواجهة عسكرية أو لِما يُعرف بـ”أيام قتالية”؟
نَقلت تل أبيب معركتها مع «حزب الله» من ملف الصواريخ الدقيقة الكاسِرة للتوازن وما شابَه الى تفصيل يتصل بخيمتين مكشوفتين على خط الحدود، سَبّبتا لها الارق والقلق، حتى أصبحتا هاجساً للجيش والحكومة الاسرائيليين.
والمفارقة انّ الاحتلال افتعَلَ من خيمتين على الحدود قضية، مُهدداً بالويل والثبور وعظائم الأمور اذا لم تتم إزالتهما، في حين انه بادرَ هو نفسه قبل أيام، ومن دون أن يَرفّ له جفن، الى ضَم الجزء اللبناني الشمالي من بلدة الغجر المحتلة بعد الانتهاء من أشغال تثبيت السياج الجديد، وذلك في اعتداءٍ فَج على السيادة الوطنية، ما دفعَ احد المعنيين بهذا الملف الى التساؤل: أيّهما يستحق رفع الصوت، وجود خيمتَين على أرض هي لبنانية ليس فقط وفق تعريف المقاومة بل الدولة أيضاً؟ ام ضَم مساحة واسعة من بلدة الغجر الى كيان الاحتلال؟
وإزاء تصاعد التهديدات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة والتلويح باستعمال القوة، رَد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد متوجّهاً الى الاسرائيلي بالقول: «سكوت وتضَبضَب».
وتُرجّح اوساط قريبة من «حزب الله» أن «يَنضَب» الاحتلال، مستبعدة ان يلجأ الى اي تصعيد عسكري بسبب الخيمتين لمعرفته بالتبِعات المترتبة على ذلك، «أمّا اذا أخطأ التقدير وانزلقَ الى اي تصرف متهور فإن المقاومة جاهزة للتصدي له بالشكل المناسب».
ad
وتلفت الاوساط الى انه «منذ نحو شهرين نصب الحزب خيمتي مراقبة على خط الانسحاب في منطقة مزارع شبعا، انطلاقاً من انّ هذه أراض لبنانية وليست مُصَنّفة حدوداً دولية او خطاً أزرق»، مشيرة الى ان المقاومة لا تعترف اصلاً بخط الانسحاب حتى تكون مُلزمة باحترامه.
وتوضح هذه الاوساط ان «الاسرائيلي سكتَ في المرحلة الأولى وأجرى اتصالات بعيدا من الاضواء لمحاولة التخلص من الخيمتين، فلمّا لم يتوصّل الى نتيجة إنكفأ و»طَنّش»، لكنّ الإعلام الاسرائيلي حرّكَ الأمر مجدداً، ما أحرَج حكومة الاحتلال وجيشه اللذين راحا يضغطان ويرسلان التهديدات لرفع الخيمتين، فكان رد الحزب: «أعلى ما في خيلكم اركَبوه».
وتؤكد الاوساط أن «المقاومة وحدها تُحدّد مسار التعامل مع هاتين الخيمتين تِبعاً لتقديراتها»، مشددة على انه «تحت الضغط والتهديد لن يحصل العدو على شيء، وربما صدر حتى الآن نحو 14 تهديداً عنه، ولكن كل هذا التهويل لن يُجدي نفعاً».
وتوضح الاوساط ان «الجيش اللبناني مقتنع بطرح المقاومة ويوافقها على أنّ مكان وجود الخيمتين يقع ضمن الاراضي اللبنانية، علماً انه كان قد جرى التنسيق معه مُسبَقاً في شأنهما. وبالتالي، هناك تناغم في الموقف الميداني بين الجانبين، استنادا الى مقاربة مشتركة للمشكلة المفتعلة».
وتكشف الاوساط انّ «الجيش أبلغَ إلى من يهمه الأمر انه سيواجه عسكرياً أي اعتداء اسرائيلي وسيُدافع عن الأرض اللبنانية حيث نُصِبَت الخيمتان في حال استهدافها». وتلفت الى انه «كما أنّ العدو زَرعَ على طول الحدود نقاط مراقبة، فإنّ من حق المقاومة ان تعزز مراقبتها له، خصوصاً انّ نَزعته العدوانية صارخة ومن الضروري وضع تحركاته تحت المجهر».