لودريان لن يعود؟! (اللواء)

رغم ان الموفد الرئاسي، جان إيف لودريان قد وعد خلال زيارته بيروت الشهر الفائت انه بصدد العودة ثانية الى بيروت منتصف الشهر الحالي، غير ان هذه الزيارة ربما لن تحصل في موعدها المحدد بسبب عوامل عدة من بينها الاضطرابات التي تعصف بالعاصمة الفرنسية حاليا، والتي أدّت الى تراجع الملف اللبناني درجات عن سلّم أولويات الرئيس ايمانويل ماكرون، الذي كان يفترض أن يلتقي لودريان نهاية الاسبوع الحالي للاطلّاع منه على نتائج زيارته بيروت من خلال تقرير يقدّمه إليه يتضمن فحوى محادثاته وما يمكن أن يقترحه ويراه مناسبا للحل.

وبحسب بعض المعلومات فإن لودريان وصل الى قناعة من خلال مروحة اللقاءات والاتصالات التي أجراها مع الغالبية الساحقة التي تعمل في الحقل السياسي من موالين ومعارضين، بأن فرصة الحل الداخلي للاستحقاق الرئاسي معدومة بالكامل نتيجة ما شعر به من تصلّب كبير في المواقف التي أبداها كل من التقى بهم، وعدم استعدادهم التراجع قيد أنملة في سبيل الوصول الى تسوية ما، تؤدي الى أن تكون الجلسة الثالثة عشر ثابتة وينتخب الرئيس فيها، وهو نتيجة لهذا الأمر فانه سيقدم من بين المقترحات التي سيضمنها تقريره طرحا يفضي الى إمكانية أن ترعى بلاده أو أي دولة معنية بالملف اللبناني حوارا خارج لبنان شبيه بالذي حصل في الطائف وبعده في الدوحة في حال تأمّنت ظروف نجاحه، لأن أي خطوة خارجية تكون ناقصة ستودي بلبنان الى قعر الهاوية.

ووفق المعلومات انه في حال استطاعت فرنسا وضع حد للاضرابات الحاصلة ومحوه آثارها في غضون الأيام المقبلة، فان الرئيس ماكرون سيحاول إشراك كل من إيران والمملكة العربية السعودية بشكل مباشر في حركة الاتصالات كل من موقعه النافذ في لبنان توصّلاً للحل المنشود، لان باريس متيقنة تماما بأنه لن يكون في مقدورها لوحدها حل الأزمة، وان هذا الأمر يتطلّب مساعدة من دول أخرى لها تأثير فاعل على الساحة اللبنانية.

وبناء على ما تقدّم فان كل المعطيات تتقاطع عند ثابتة وحيدة مفادها ان حالة الشغور الرئاسي سيطول أمدها، وان حالة المراوحة قدد تترافق مع فلتان أمني، ولا سيما ان بعض الوقائع اليومية التي تحصل في الكثير من المناطق إن بفعل السرقات التي ازداد حجمها في الآونة الأخيرة، أو بفعل عمليات القتل التي تحصل نتيجة خلافات فردية، أو بفعل التردّي الكبير في الأوضاع الاجتماعية، أو بفعل احتقان الشارع نتيجة الكباش السياسي الحاصل، كل ذلك يبرر الخوف من إنفلات الوضع من عقاله، حيث ان كل عناصر التوتير موجودة وان الوضع الحالي في لبنان بات يصحُّ فيه المثل القائل «ما تهزو واقف على شوار».

اترك تعليق