لم تبرز أي معطيات فرنسية رسمية تؤكد أو تنفي ما يدأب بعض الجهات السياسية والإعلامية في لبنان على ترويجه لجهة أجندة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان وموعد زيارته الثانية لبيروت أو مضمون ما يمكن أن يحمله من أفكار وطروحات جديدة. ويبدو واضحاً أن هذه الجهات تسقط اتجاهاتها المعروفة على ما تريد للموفد الفرنسي أن يحمله، في حال صحت المواعيد التي تسرب “محلياً” لعودته أكثر مما هي معطيات مثبتة فرنسياً وبرز هذا التفاوت في اليومين الأخيرين عبر معلومات تؤكد أن لودريان سيزور الرياض في موعد قريب ولكنه لن يحضر الى بيروت فوراً بعد هذه الزيارة.
وكتبت” الديار”: كشف مصدر مطلع زار باريس مؤخرا عن الاجواء التي توافرت حتى الآن، ان لودريان تلقى نصيحة بالتريث وتأخير عودته الى لبنان، اذا لم يتمكن في الايام المقبلة من التوصل الى بلورة افكار ومقترحات، من شأنها ان تحدث خرقا جديا في جدار الازمة الرئاسية.
واشار المصدر الى ان اسباب وخلفيات هذه النصيحة هي الحرص على تقدم مهمته، وعلى ان يعود الى لبنان بشيء عملي، ولا يغرق في دوامة الذهاب والعودة دون تحقيق نتائج ملموسة، لكي لا ينعكس هذا الامر على المبادرة الفرنسية وجهود فرنسا تجاه الملف اللبناني.
واوضح المصدر انه استنادا الى الاجواء الباريسية، فان لودريان يضع في اولويات جولته الثانية المقبلة عنوانا اساسيا، هو اجراء حوار بين الاطراف اللبنانية، لكنه لم يحسم بعد شكل وطريقة ومكان هذا الحوار وجدول اعماله، بانتظار استكمال تواصله ولقاءاته مع ممثلي دول اللقاء الخماسي.
لودريان ينوي خلال الاسبوع المقبل التواصل مع المسؤولين المكلفين متابعة الملف اللبناني في دول «اللقاء الخماسي». وينتظر ان يبدأ مع الوفد السعودي، إما بلقاء مباشر في المملكة او فرنسا او عبر «الانترنت». والى جانب تواصله مع ممثلي الولايات المتحدة وقطر ومصر، بدأ لودريان دق الباب الايراني سعيا لتعزيز مهمته.
وفي المعلومات ايضا ان الموفد الفرنسي قد يحمل مقترحات عديدة حول الحوار الذي يسعى له ومنها:
1 – عقد طاولة حوار اما في مجلس النواب او في قصر الصنوبر على مستوى ممثلي الكتل النيابية بحضوره شخصيا، يكون جدول اعماله انتخاب رئيس الجمهورية واجواء نجاح انطلاقة العهد الجديد . وان يجري الحوار من دون شروط مسبقة، وتطرح اسماء المرشحين من دون تحفظ ومنها اسم سليمان فرنجية.
2 – عقد حوار حلى مستوى رؤساء الكتل النيابية في لبنان، يشمل جدول اعمال رئاسة الجمهورية، وشكل الحكومة وبرنامجها الانقاذي والاصلاحي.
3 – عقد حوار على مستوى قادة الاطراف السياسية حول الرئاسة، وسلة كاملة للمرحلة المقبلة، تعقد في باريس او دولة خليجية السعودية او قطر، للاتفاق على حل انقاذي شامل لا سيما على صعيد الاصلاحات الاقتصادية، دون تجاوز اتفاق الطائف.