تنطلق في الدوحة اليوم أعمال اللجنة الخماسية لأجل لبنان بمشاركة مُمثلي السعودية ومصر والولايات المُتحدة، إضافة إلى ممثل قطر الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي سبق أن زار لبنان للاستماع إلى الأحزاب المُختلفة، ثم إلى السعودية للاجتماع بمُستشار ولي العهد نزار العلولا المُكلف أيضاً بالملف اللبناني الذي يُشارك في مؤتمر الدوحة. وقد انتقل الى قطر من لبنان تباعاً سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا والسفير السعودي وليد البخاري. كما انتقل من باريس الى قطر السفير المصري هناك.
وبدت التوقعات حول ما ستنتهي اليه اللجنة متنوعة، تتراوح ما بين خفض الرهان على حدوث خرق في الأزمة الرئاسية، وبين تحريك هذه الأزمة لجهة العمل على خيار ثالث. وفي المعلومات، أنّ الاوساط التي تقلل من أهمية اجتماع الدوحة، تنطلق من موقف «حزب الله». وبحسب هذه الأوساط، أنّ «الحزب» ما زال متمسكاً بترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. وان المراجعات الخارجية مع طهران، على هذا الصعيد، أفضت الى موقف منها يدعو الى «مراجعة» حارة حريك «لأن القرار عندها». وفي المقابل، تردّد أنّ الجانب الايراني «نصح» حليفه «الحزب» بالذهاب الى تسمية شخصية غير فرنجية.
أما الأوساط التي تتوقع تحريك ملف الرئاسة في لبنان الى الأمام، فتنطلق من قطر مدعومة بتحوّل في الموقف الفرنسي انتهى الى خيار «المرشح الثالث».
وعشية الاجتماع في الدوحة، برز داخلياً موقفان من المعارضة: الأول عبّر عنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي قال بعد لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: «ما يعذبوا قلبن»، و»ليتوقفوا عن الإنتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان، لهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري وهو أن يقوم النواب في مجلس النواب بانتخاب رئيس».
أما الموقف الثاني، فجاء في تغريدة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل عبر حسابه على «تويتر»، إذ قال: «أي حوار مرغوب اذا من وراه نتيجة سريعة، ومرذول اذا كان لإضاعة الوقت، وما إذا كان مربوطاً بأجندة واضحة وبزمن محدّد، والأهمّ بجلسة انتخاب بنهايته شو ما كانت نتيجتها… اذا نجح، الجلسة بتجسّد التفاهم، واذا فشل، فديموقراطية التصويت بتحسم الخلاف».
وبدا أنّ هناك تقاطعاً في دعوة جعجع وباسيل معاً الى اللجوء الى التصويت، وقد شرحت مصادر واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن» الأمر، فقالت: «إن ديموقراطية التصويت، يقصد بها باسيل دورية الانتخاب التي يركز عليها بإستمرار، أي إجراء دورات انتخابية متتالية تؤدي الى انتخاب رئيس. ومن الواضح انه بعد انطلاق الحوار بينه (باسيل) وبين «حزب الله» انه يريد انتزاع المزيد من التنازلات والمكاسب لإبتزاز «الحزب» إذا لم يتخلَ عن سليمان فرنجية، وبالتالي الذهاب الى دورة انتخابية جديدة». وأضافت المصادر: «جاء موقف باسيل عشية إنعقاد اللجنة الخماسية التي بدأت تتحدث بشكل واضح عن مرشح ثالث. وأجرت اللجنة اتصالات، وتحديداً الدولة القطرية، مع المسؤولين السياسيين، وبينهم باسيل، لمعرفة ما رأيهم في ما آلت اليه الأمور وكيفية الخروج من هذا المأزق. لذا هو أراد أن يرسل رسالة الى «الخماسية»، أن هذا هو موقف المعارضة، ومفادها نحن مع دورية الانتخابات التي تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية في ظل مرشحَين. وكأن باسيل يقول لـ»الحزب»: «إما أن تتخلوا عن سليمان فرنجية، وإما الذهاب الى دورة انتخابات ثانية، وهي ليست في مصلحتكم وستفضي الى انتخاب جهاد أزعور».
وخلصت المصادر الى القول: «عندما فتح «حزب الله» حواراً مع باسيل، من الواضح أنه في مأزق، وكذلك «التيار». لكن «الحزب» هو الذي بادر، وهذا يعني تيقّنه انه لا يمكن ان يحقق أي خطوة رئاسية الى الأمام في ظل التموضع الذي هو فيه، وعلى رغم أن باسيل خذله في عدم تبني فرنجية، كما خذله في التقاطع مع المعارضة. وعلى الرغم من كل ذلك، ذهب الى فتح قنوات حوار مع «التيار». أما حوار باسيل مع «الحزب»، فلم يجعله يتراجع، بل واصل تسديد الضربات في مرمى «الحزب»، والتأكيد على خطر وصول فرنجية عليه، ويريد أن يقول لـ»الخماسية» أيضاً انه لا يعطّل المسار الرئاسي، بل ان ما يعطّله، هو من يرفض دورية الانتخابات أي الثنائي الشيعي».