هل قاتل “إسلاميو” عين الحلوة حركة “فتح” بسلاحها المسروق؟!

حكي الكثير عن السلاح الذي استخدمه مقاتلو حركة فتح إبان الاشتباكات الأخيرة، والذي تراوح بين المتوسط وبعض أنواع الثقيل.. ولم يكن يخفى على أحد أن الحركة أدخلت إلى عين الحلوة قبل الاشتباكات وخلالها بجولتيها الأولى (منذ أكثر من شهر) والثانية في السابع من الجاري، كميات كبيرة من السلاح بالتنسيق مع الدولة اللبنانية، حسب ما ذكرت مصادر مطلعة في المخيم.

لكن أحداً لم يتحدث عن السلاح الذي استخدمته المجموعات الإسلامية المتشددة ضد فتح، وهو -حسب هذه المصادر- عبارة عن قذائف هاون 82 ملم، وقذائف صاروخية B7 وأسلحة رشاشة وقنابل يدوية. لكن المفاجأة وفق المصادر نفسها، أن بعض هذا السلاح تبين أنه مسروق من مستودعات فتح نفسها. فكيف وصل إلى هذه المجموعات؟ ومن الذي يمدها بالسلاح وبما استهلكته من ذخائر طيلة 14 يوماً من الاشتباكات المتواصلة على مدى جولتين؟!

تجيب المصادر ان هناك ثلاث وسائل لحصول هذه المجموعات على السلاح:

– الوسيلة الأولى، هي الحصول على السلاح من جهة داعمة لهذه المجموعات خارج المخيم أو داخله. وفي مقدمة من توجه إليهم أصابع الاتهام بهذا الخصوص، حركة حماس، وحزب الله عبر تنظيم أنصار الله (أحد أذرع الحزب الأمنية في المخيمات الفلسطينية). ولكن هذا الأمر -وفق المصادر نفسها- بدا محدوداً إبان جولتي الاشتباكات الأخيرة، وما بينهما، بسبب إحكام فتح لحصارها العسكري على معاقل الإسلاميين. واتهم كوادر في فتح، خلال الجولة الأولى، جمعية الشفاء التابعة لحركة حماس باستخدام سيارات الإسعاف في نقل سلاح إلى داخل المخيم. وأعلنت الجمعية المذكورة آنذاك سحب فرقها من مخيم عين الحلوة، بسبب ما وصفته “إطلاق النار والإعتداءات المتكررة عليهم”. وبعد الاشتباكات الأخيرة، وللمرة الثانية، نفت “جمعية الشفاء” ما وصفته “الأكاذيب والشائعات والبيانات المغرضة”، التي اتهمت سيارات الإسعاف التابعة لها، بنقل السلاح إلى مخيم عين الحلوة.

– الوسيلة الثانية للحصول على السلاح، شراؤه من تجار سلاح داخل المخيم. بعضهم يدور في فلك الإسلاميين وبعضهم مقرب أو محسوب على حركة فتح. وقد سبق وكشف النقاب عن سلاح بيع للإسلاميين تبين أنه مسروق من مستودعات لفتح نفسها.

وكانت الحركة في فترة سابقة فتحت تحقيقاً في عمليتي سرقة استهدفتا بعض مستودعات ومخازن السلاح العائدة لها في المخيم. وكان المتهم الرئيسي بها تاجر أسلحة مقرب من فتح ومحسوب على القيادي الفتحاوي اللواء منير المقدح (وهو نائب قائد الأمن الوطني في لبنان)، والذي لم ينج بدوره إبان الاشتباكات الأخيرة من “شظايا” اتهامات فتحاويين له بإمداد بعض المجموعات المسلحة بالسلاح، عبر فرق إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأخضر الخيري التي يرأسها، بحكم قرابته أو علاقته الشخصية ببعضهم أو بحكم تغطيته لتاجر السلاح الذي يبيعهم إياه.

– الوسيلة الثالثة لحصول المجموعات الإسلامية المسلحة على السلاح هي “ما كان يتم تهريبه من سلاح من خارج المخيم سواء بناء لطلبيات مدفوعة الثمن، أو كان على شكل دعم مالي آت من خارج أسوار المخيم أو حتى من خارج الحدود.

بجميع الأحوال، فإن بلداً كلبنان، ليس عسيراً فيه لمن أراد أن يشتري سلاحاً أو حتى أن يملك مستودعات ذخيرة، خصوصاً إن كان لديه الشعارات المناسبة أو مستعد للعب الأدوار المطلوبة منه، بالسياسة وبالعنف معاً.

اترك تعليق