بات من شبه المؤكّد أن أيلول لن يكون طرفه بالرئاسة مبلول، والتفاؤل الذي أُشيع في أواخر الشهر الماضي لجهة إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية خلال هذا الشهر تبدّد، لا بل حلّ مكانه تشاؤم واستبعاد إنجاز الاستحقاق الرئاسي في المدى المنظور، وقد يُرحّل الأمر برمّته، ولا شيء يضمن عدم تأجيله أكثر.
لم يستطع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان تحقيق نتائج فعلية قادرة على إحداث خرق، وذلك مردّه لأسباب عدّة، منها ما هو محلي لبناني مرتبط برفض بعض الأطراف الحوار ومنها ما هو متعلّق بعدم تسهيل إيران والولايات المتحدة إنجاز الملف، علماً أن الطرفين يتفقان على ملفات أخرى.
في هذا السياق، فإن صفقة “مهمة” عُقدت بين واشنطن ووطهران أمس، أفرجت بموجبها إيران عن خمسة أشخاص محتجزين لديها، مقابل إفراج الولايات المتحدة عن أشخاص آخرين بالإضافة إلى 6 مليار دولار، وهو اتفاق يلقى هجوماً واسعاً من قبل الجمهوريين في وشنطن.
مصادر مواكبة للتطورات الإقليمية والدولية توقعت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية أن “يكون لهذه التطورات مردوداً إيجابياً على لبنان إذا عرفت القوى السياسية اللبنانية كيف يُمكنها الاستفادة من هذه المستجدات السياسية المفاجئة”.
المصادر ربطت بين عودة لودريان إلى لبنان ودعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار وإرجاء زيارة الموفد القطري إلى بيروت لأسباب قد تكون على علاقة بمعرفة مصير جلسات الحوار المفتوحة التى سيدعو اليها رئيس المجلس، لكن اللافت بحسب المصادر الاجتماع الذي ستعقده اللجنة الخماسية من أجل لبنان في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.
وأشارت المصادر إلى أن “المندوب الفرنسي سوف يضع نظراءه السعودي والأميركي والمصري والقطري في أجواء الاتصالات التي توصل اليها في زيارته الاخيرة الى لبنان”.
المصادر رأت أن “لبنان أمام فرصة ذهبية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي شرط ان تضع الكتل النيابية شروطها جانبا وتذهب إلى انتخاب رئيس جمهورية بأقل الخسائر الممكنة، على أن يتولى الرئيس المنتخب إدارة الحوار على المسائل المطروحة مثل اللامركزية الادارية وصندوق الائتمان والصندوق السيادي وغيرها من الامور المطروحة”.
وفي حين لم يؤكد تكتل “لبنان القوي” حضوره جلسات الحوار، أشارت مصادره في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية إلى أن “التكتل يريد حواراً مجرداً وليس فلكلورياً وهو لا يرفض الحوار بالمبدأ لكنه كما قال رئيسه النائب جبران باسيل يريد حوارا على المسائل الجوهرية والخلافية بين اللبنانين، حواراً يبحث بعمق الازمة اللبنانية ويضع حلاً لها”.
مصادر النواب المستقلّين والتغييرين تحدّثت لجريدة “الأنباء” الالكترونية عن تباينات في صفوفهم بين مؤيدين للحوار شرط تخلي فريق الممانعة عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية باعتبار هو المدخل الحقيقي لنجاح أي حوار، وبين من لا يريد أن يضع شروطاً مسبقة ويقبل بالحوار كيفما كان وعلى كل فريق ان يعبر عن رايه بصراحة.
من جهته، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أنه “لم يتسن له بعد الاطلاع على الآلية التي قد تعتمد في الحوار، لكن الحوار بحد ذاته هو المدخل لكل حل، والحوارات الجانبية التي تجري لا بد ان تؤسس الى شيء إيجابي في نهاية الأمر فالحوار برأيه مهم جدا للخروج من الأزمة”.
إذاً، فإن البلاد ستبقى بانتظار المواقف من الحوار ومدى قبول الأطراف بخوضه، ثم يقين هذه الأطراف وإيمانها بأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنجاز كل الاستحقاقات دون استثناء.