عشية المشاورات على مستوى اللجنة الخماسية في نيويورك حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان وعشية تقييم لقاءات الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لو دريان الذي دعا صراحة إلى خيار ثالث بعدما تبيّن صعوبة أي فريق من الممانعة والمعارضة على إيصال مرشحه الرئاسي، لوحظت حملة سياسية وإعلامية برزت قبل أيام استهدفت ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يمثل أكثر من غيره الخيار الثالث مدعوماً من اللجنة الخماسية.
جاء ذلك تزامناً مع إعلان الثنائي الشيعي عدم تخليه عن ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وتمسكه بالدعوة إلى الحوار الذي يخلق التباساً وشكوكاً لدى المعارضة التي ترى أوساطها فيه “تغطية للانقلاب على الدستور وجلباً للكتل النيابية من أجل تحميلها بالتكافل والتضامن مسؤولية الشغور الرئاسي، فيما الفريق الممانع، وفي طليعته الداعي للحوار، يتحمّل منفرداً مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية”.
وفي إطار حملة الاستهداف للخيار الثالث التي يقودها بعض السياسيين الذين بدأوا الإكثار من إطلالاتهم الإعلامية في الأيام القليلة الماضية لمهاجمة قائد الجيش سواء مباشرة أو بشكل غير مباشر وكأنهم نصّبوا أنفسهم رؤساء تحرير في بعض وسائل الإعلام، برز عن قصد أو عن غير قصد حديث منقول عن قائد الجيش حول أن “موضوع الرئاسة لا يهمني ولا يعنيني ولم يبحثه معي أحد ولم أبحثه مع أحد”، وقد استتبع هذا الحديث بسؤال عما إذا كان قائد الجيش سحب ترشيحه من التداول.
وبعد التحقق من حقيقة ما أعلنه قائد الجيش، ذكرت مصادر مطلعة لـ”القدس العربي” أن الحديث المنسوب إلى العماد جوزيف عون حول أن “الرئاسة لا تعنيني ولا تهمني” وُضع في غير سياقه، وهو في خلال لقائه وفد نقابة الصحافة أوضح أن الأهمية القصوى بالنسبة إليه هي الجيش والمؤسسة العسكرية والحفاظ على الأمن والاستقرار، وأنه لا يشتغل إلا لهذا الموضوع وليس هاجسه الرئاسة”.
ولدى سؤاله إذا فاتحه أحد بموضوع الرئاسة أجاب “لم يفاتحني أحد بالموضوع ولما تتم مفاتحتي لكل حادث حديث”. واستغربت المصادر المطلعة “طرح سؤال إذا كان قائد الجيش سحب ترشيحه من التداول خصوصاً أن الانتخابات الرئاسية لا تفترض تقديم أي مرشح طلب ترشيح كي يتم سحبه”.
وفي المواقف، قرأ عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب فادي كرم في قول قائد الجيش العماد جوزيف عون إنه خارج السباق الرئاسي “أن همه الأساسي والوحيد هو المؤسسة العسكرية، وإبقاؤها بعيداً من السجالات السياسية القائمة، لكن ذلك لا يعني انسحابه أو رفضه الرئاسة”.
تزامناً، لفت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى أنه “سيطلب من المجتمع الدولي مساعدة لبنان في مجالات عدة، كما سيطلب من القوى العالمية استخدام نفوذها لإقناع مختلف التيارات اللبنانية بانتخاب رئيس للبلاد يحظى بقبول جميع الأفرقاء من أجل طي صفحة الفراغ الرئاسي”.