تؤكّد مصادر المعلومات لـ”اللواء” ان اطراف الوساطات العربية والدولية بدأوا بمراجعة دورات السعي للتقريب بين اللبنانيين، والنتائج التي انتهت اليها، وما تخللها من خلل او اخطاء او تدخلات بهدف الإغراق والعرقلة، او استدراج العروض، نظراً لخصوبة الوضع في لبنان في اختبار الصراعات، وكيفية توجيه الرسائل..
وتشير المصادر الى ان الموفد الخاص للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جان – ايف لودريان، والذي نعى مباشرة صيغة فرنجية – سلام من زاوية تشخيص معين للوضع في لبنان، عاد وتبنى النظرية التي تتحدث إما عن اتفاق على مرشح ثالث او الذهاب الى المجلس النيابي للانتخاب..
وحسب المصادر فإن الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (أبو فهد) الذي ما يزال يجري اتصالات بعيدة عن الاضواء، بناءً على تكليف مباشر من الامير تميم بن حمد آل ثاني، والذي يحوز على ثقته، لرفع تقرير للأمير في ضوء المتغيرات والتبدلات المفاجئة في المواقف، التي لم تكن في الحسبان عند بدء المهمة.
وأمس، التقى الموفد القطري النائب باسيل واليوم يلتقي جعجع، في اطار جولة ثانية على الاطراف، وهو التقى كُلاًّ من المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل.
وحسب ما خلصت اليه التقييمات، فإن لبنان هو ارض خصبة لاختبار الصراعات الدولية والاقليمية، وهو ما يحصل على وقع ما يجري تجاه الملفات الساخنة، سواء في اليمن او سوريا.
وسط هذا التخبط، كشفت مصاد مطلعة ان الوسيط البحري الاميركي آموس هوكشتاين سيزور المنطقة، ومنها لبنان قبل نهاية الشهر الحالي، لدرس إمكانية المباشرة بترسيم الحدود البرية المتنازع عليها، لا سيما النقاط 13.
من جهة أخرى، أكدت مصادر عربية وفرنسية لـ”النهار” ان محادثات لودريان في السعودية مع وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان والمستشار في الديوان الملكي المسوؤل عن الملف اللبناني نزار العلولا بحضور السفير السعودي في لبنان وليد البخاري سفرت عن دعم سعودي لنهج لودريان في محاولته للتوصل إلى حل لمسألة الفراغ الرئاسي في لبنان رغم الصعوبات الضخمة التي يواجهها.
ويسود الاوساط السعودية العليا تشاؤم كبير ازاء أزمة لبنان بسبب ممارسات المسؤولين اللبنانيين، ولكن السعودية وهي على تنسيق تام مع دولة قطر، جاهزة لدعم جهود لودريان وتوجيه رسائل لاصدقائها في لبنان لدفعهم لانتخاب رئيس، وخصوصاً أن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وعد الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه سيساعد فرنسا في لبنان.
كذلك، أشارت معلومات “النهار” من مصادر عربية وفرنسية الى ان لا معارضة لانتخاب العماد جوزف عون اذا كان يحظى بموافقة الجميع، والمبعوث الفرنسي والجانب السعودي متوافقان على ان شخصية العماد جوزف عون مناسبة لتولي الرئاسة إذا توافق عليه الاطراف اللبنانيون. كما ان الجانبين أكدا وحدة الحال بين الدول الخمس حول لبنان وقد تقوم بتحرك مشترك لدى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري للدفع لاجراء الانتخابات. واكدت مصادر فرنسية أن الدوحة أكدت لبارس انها تدعم مبادرتها، وان ليست لديها اي مبادرة موازية، وان التنسيق السعودي- القطري تام.
ويفترض التحليل الفرنسي أنه اذا استمر الوضع كما هو سيزيد الاهتراء في البلد . فلبنان لن ينهار بل يهترئ، وهذا خطر كبير خصوصا أن فرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون وحده ما زال مهتماً بالملف اللبناني.