بدخول الاشتباكات على الحدود الجنوبية أمس يومها التاسع بالتزامن مع حرب غزة، احتلّ «الخط الأزرق»، الذي رسم هذه الحدود عام 2000، موقعه على لائحة الخسائر التي تتراكم يوماً بعد يوم بشرياً ومادياً. وجعلت إصابة المقر العام لقوات «اليونيفيل» في الناقورة بصاروخ، مهمة هذه القوات متعثرة في انتظار جلاء الموقف سلماً أو حرباً على الجبهة الجنوبية، علماً أنّ الجدل الذي رافق التمديد للقوات الدولية مطلع أيلول الماضي كان يدور على «حرية حركة اليونيفيل». فهل من شك اليوم في أنّ هذه الحركة أصبحت مغلولة اليديّن؟
لقد صرّح الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تننتي أنّ يوم أمس شهد تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار في مناطق عدة على طول «الخط الأزرق» بين الأراضي اللبنانية وإسرائيل. وقال: «كان هناك سقوط قذائف على جانبي «الخط الأزرق»، وأصيب مقرّنا العام في الناقورة بصاروخ، ونعمل على التحقق من مصدره. لم يكن جنود حفظ السلام التابعون لـ»اليونيفيل» في الملاجئ في ذلك الوقت، ولحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى».
وفي مقابل هذه التطورات التي تنذر بعواقب لا تحمد عقباها على أمن لبنان، ولا سيما الجنوب، أطلّ وزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان بمواقف بدءاً بلبنان وانتهاء بغزة تنذر بتصعيد الموقف على هاتين الجبهتين. ونقلت عنه «وكالة أنباء فارس» شبه الرسمية أمس قوله: «إذا لم تتوقف الاعتداءات الصهيونية فأيدي جميع الأطراف في المنطقة على الزناد».
وفي تصريحاته لقناة «الجزيرة» القطرية قال عبد اللهيان «إنّ اتساع جبهات الحرب وارد». وشدد على أنّ إيران والمنطقة والفاعلين فيها «لن يبقوا متفرجين» على هذا الوضع.
وشملت جولة عبد اللهيان بغداد ودمشق وبيروت وصولاً إلى الدوحة حيث التقى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إضافة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية.
وفي طهران عنونت أمس صحيفة «كيهان» المحافظة بالآتي: «نصرالله: جميع السيناريوات جاهزة والمقاومة في وضع ممتاز». وكان الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله أدلى بهذا الموقف في أثناء لقائه وزير الخارجية الإيراني في الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة الماضي.
وفي موازاة التصعيد الإيراني، أعلن أمس قصر الاليزيه أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون «حذّر» نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في اتصال هاتفي من «أي تصعيد أو توسيع للنزاع» بين إسرائيل و»حماس» «خاصة في لبنان».
وتصل اليوم الى بيروت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا آتية من القاهرة، وكانت استهلت جولتها في المنطقة بإسرائيل.
وعلى المقلب الميداني، أمر الجيش الإسرائيلي أمس بالإجلاء الفوري لمدنيين وإغلاق منطقة بطول أربعة كيلومترات من الحدود الشمالية مع لبنان، فيما أعلن «حزب الله» استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود.
وقال في بيان إنه هاجم «ثكنة حانيتا الصهيونية بالصواريخ الموجّهة». وأفاد «الحزب» في بيان آخر مساءً أنه هاجم خمسة مواقع اسرائيلية حدودية هي: جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد. أما المروحيات الاسرائيلية فشنت غارة على منطقة جبل بلاط الواقعة ما بين الضهيرة ومروحين.