تخبر هنادي التي تسكن في منطقة السانت تيريز في الضاحية الجنوبية جارتها زينب أنها استأجرت منذ أيام شقة مفروشة في منطقة الدبية بـ600 دولار، بناءً على نصيحة أخيها (المنتمي لـ»حزب الله»)، وأنها ستنتقل اليها عند أي تطور أمني كبير، فتجيبها زينب بحسرة: «ومن لا قدرة لديه على دفع 600 دولار شهرياً، ماذا يفعل؟ أيموت في بيته في الضاحية أو الجنوب أو يسكن في المدارس الرسمية؟».
هنادي ليست وحدها من استأجرت شقة خارج المناطق التي يقطنها الشيعة، بل هناك عشرات من العائلات «الميسورة» تحرص منذ بدء معارك غزة على استئجار شقق مفروشة في قرى الجبل والمتن الأعلى، وبأسعار تفوق التي كان يتقاضاها المالكون في فترة الاصطياف.
وأكدت وسام أياس (تملك شققاً للإيجار في بلدة الجاهلية) لـ»نداء الوطن» أن حركة المستأجرين «من (اخواننا الشيعة) نحو قرى الجبل بدأت، فاستأجرت عائلة من بنت جبيل منذ أيام أحد البيوت التي تملكها».
وأضافت: «يومياً يردني أكثر من 15 اتصالاً من راغبين في الاستئجار، وهذه حال معظم من يملكون بيوتاً للإيجار في بلدة الجاهلية والقرى المحيطة. لقد أبقيت على بدل الإيجار الذي كنت اتقاضاه في فترة الاصطياف، إلا أنّ الايجارات في المنطقة حالياً ترتفع حتى 1500 دولار في الشهر».
كلام أياس يتطابق وكلام دالي ابي المنى التي تقول: «منذ بدء الأحداث، لا شقة فارغة في منطقة عاليه حتى لأبناء المنطقة، وليس فقط لإخواننا الشيعة، الإقبال كثيف جداً والأسعار تصل الى 1500 دولار».
وأشار عضو بلدية قبيع خالد زين الدين الى الطلب المتزايد على الاستئجار، علماً أنّ هناك حركة إشغال للمنازل من قبل سوريين نازحين، وهذا ما يقلّص عدد المنازل المتاحة للإيجار»، لافتاً الى أن «من يستأجر من اللبنانيين هو من الميسورين. فإيجارات المنازل المفروشة تزيد على 1000 دولار، في حين أنّ المنازل غير المفروشة بـ400 دولار شهرياً، وغالباً ما يقبل على استئجارها النازحون السوريون».
الاقبال على استئجار الشقق لا يقتصر على قرى الجبل، بل يشمل جبل لبنان بأسره، وهذا ما أكده لـ»نداء الوطن» نقيب الوسطاء والإستشاريين العقاريين في لبنان وليد موسى، قال: «منذ عشرة أيام سجلنا طلباً مرتفعاً على الشقق السكنية المفروشة في منطقة جبل لبنان، اي قرى الجبل والاصطياف مثل برمانا والقرى المتنية القريبة من بيروت»، لافتاً الى أن «الراغبين في الاستئجار هم جنوبيون من مختلف الطوائف، وهناك صعوبة تواجه هؤلاء أولها أنّ أغلبية المالكين يطلبون عقداً لمدة ثلاثة أشهر، في حين أن المستأجر يريده لشهر واحد في انتظار التطورات».
وأضاف: «من ناحية ثانية، زيادة الطلب على الشقق المستأجرة أدت الى ارتفاع بدل الإيجارات بالدولار، ومع كل هذه الصعوبات هناك كثير من المستأجرين يرضون بالشروط المعروضة، لكن الى الآن لم يحصل النزوح الكبير ونسبة الإيجارات في هذه القرى بين 500 و 1000 دولار شهرياً».
من جهته يشرح مدير عام Centery 21 lebanon أحمد الخطيب أنّ «هناك اقبالاً على خلدة وبشامون والدبية وعرمون، حيث الايجارات لا تزيد على 500 دولار شهرياً، وغالباً ما يطلب الناس أن تكون الإيجارات لمدة شهر واحد، لكن أحداث غزة والجنوب لم تؤثر على من يريد الاستئجار في بيروت والاشرفية مثلاً حيث بدلات الإيجار مرتفعة».