بعد مرور أكثر من 35 يوماً على العملية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وأيضاً ضد حزب الله جنوب لبنان، ظهرت بعض النخب المسلحة في جانب المقاومة، مثل قوات النخبة التابعة لحركة حماس، وأيضاً ظهرت قوة الرضوان التي تعد هي الأخرى نخبةً في حزب الله.
“قوة الرضوان” هي وحدة النخبة في حزب الله، والمهمة المعلنة لهذه القوة هي التسلل إلى أراضي الجيش الإسرائيلي والسيطرة عليها. وتزعم إسرائيل أن هذه الوحدة تشارك في الاشتباكات المشتعلة بين حزب الله وقوات الجيش الإسرائيلي على حدود لبنان، منذ السابع من تشرين الأول، بحسب ما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
استخدم حزب الله في الاشتباكات الجارية أسلحة وذخائر جديدة، منها الطائرات المسيَّرة وصواريخ “بركان”، ونشر كذلك مقاطع فيديو لتدريبات “قوة الرضوان”، شملت محاكاة للهجوم على أراضي الجليل المحتلة في شمال إسرائيل، والسيطرة عليها.
ويلعب حزب الله منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الأول 2023، دوراً مهماً في الحرب الدائرة الآن بين إسرائيل وفصائل المقاومة، إذ لا يتوقف يومياً عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية في الجنوب اللبناني، لكن دون الدخول الكبير في الحرب، ما يجعله في المساحة الآمنة من المعركة، لكنه في الوقت نفسه يخفف على فصائل المقاومة في غزة؛ نظراً لتشتيت القوى العسكرية الإسرائيلية على جبهتين.
مصادر غربية تشير إلى أن عملية اغتيال عماد مغنية، قائد الجناح العسكري لحزب الله، في 12 شباط 2008، جرت بإشراف من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
يُمكن القول إن اغتيال مغنية كان محطة الإعلان عن صعود “قوة الرضوان”، فقد كانت وحدة النخبة لدى حزب الله حتى اغتيال مغنية تُعرف باسم “قوات التدخل السريع”. إلا أن اغتيال مغنية، أو “الحاج رضوان”، جعل الوحدة رأس حربة لقوات النخبة في حزب الله. وتغيّر اسمها بعد ذلك إلى “قوة الرضوان” نسبةً إلى مغنية، وصار هدفها السعي إلى الثأر من إسرائيل التي قتلته، بحسب ما تزعم المصادر الإسرائيلية.
وقال الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في جنازة مغنية: “دم عماد مغنية سيُخرج إسرائيل من الوجود، وإخوة مغنية سيواصلون طريقه، ويجعلون العدو يدرك أنه ارتكب خطأً فادحاً”. “منذ انتهاء حرب لبنان في 14 آب 2006، بدأنا نُعدُّ ليومٍ آخر. لليوم الذي نعلم فيه أن إسرائيل، ذات الطبيعة العدوانية، ستهاجم لبنان وتشن حروباً أخرى في المنطقة”، و”من قاتلوا بدأوا يستعدون لحرب قد تكون قادمة”.
وقالت وسائل إعلام عربية: “قوة الرضوان” وحدة مدربة على القتال في الظروف القاسية والمناطق الوعرة، وتُكلف بمهام لا تستطيع غيرها من الوحدات القيام بها. ولمَّا كانت السِّريَّة غالبةً على نشاط الوحدة، وحزب الله عموماً، فإن المعلومات المتوفرة عنها قليلة جداً. ومع ذلك فمن المعروف أن الانضمام إلى الوحدة يتضمن اختبارات طويلة ومعقدة، وامتحانات نظرية وعملية، ويُمتحن المرشحون على ولائهم لحزب الله وغاياته.
يتلقى المقاتلون في “قوة الرضوان” دورات تدريبية في لبنان وخارجه، ويتعلمون استخدام مختلف أنواع الأسلحة، حتى تلك التي لا يستخدمها حزب الله. ويُقدر عدد المقاتلين فيها بنحو 2500 مقاتل، وقد ورد أن بعض مقاتلي الوحدة يتمركزون في حلب بسوريا، لاكتساب الخبرات العملياتية في قتال الفصائل المعارضة لنظام بشار الأسد.
وتقول بعض المصادر الإعلامية إن القائد العسكري لهذه الوحدة الخاصة في حزب الله هو أبو علي الطبطبائي، الذي تسعى إسرائيل لاغتياله، وقد حاولوا في شتاء عام 2014 حينما استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية سيارتين تابعتين لحزب الله في منطقة القنيطرة السورية.
ويتطلب الانضمام إلى الوحدات الخاصة لحزب الله اجتياز مراحل صعبة جداً، جعلت عناصر هذه الوحدة القوات الأكثر جدارة وجهوزية في حزب الله، فالمراحل المعقدة لانتقاء هذه العناصر من جهة التأكد من صلاحيتهم الأخلاقية هي من أبسط القضايا لجذب العناصر الجديدة لوحدة الرضوان.
وبعد اجتياز العناصر الجديدة لهذه المرحلة يبدأون التدريبات والتمارين العسكرية والبدنية، ليتم معرفة قدرتهم على التحمل والصمود في الأوضاع الصعبة، وهذه المرحلة مدتها الزمنية طويلة، تشمل الدراسة النظرية والعملية، والنجاح في كل هذه المراحل هو من أبسط الشروط للانتماء إلى وحدة الرضوان.
وبعد اجتياز المقاتل كافة المراحل الصعبة لانتخاب العناصر، ينضم هذا المقاتل إلى وحدة حزب الله الخاصة، ويخضع لتدريبات عسكرية ونظرية للتواجد في مختلف الأوضاع العملياتية، وهكذا تتحول هذه العناصر إلى أشخاص يمتلكون إرادةً وإيماناً قويين، ويُستخدمون للقيام بعمليات معقدة وصعبة، ويُعتبر الانضباط والنظام أحد أهم خصائص هذه الوحدة.
منذ بداية الحرب الجارية على غزة نشر حزب الله مقاطع فيديو لتدريبات أجرتها قوة الرضوان في لبنان مطلع العام الحالي، وتضمَّن ذلك مقطع فيديو نُشر في 25 تشرين الأول، ويظهر فيه تدريب يُحاكي الهجوم على الأراضي المحتلة في شمال إسرائيل والسيطرة عليها.
من الجدير بالذكر أن حماس أجرت كذلك تدريبات مماثلة على اقتحام الجدار الفاصل حول قطاع غزة، قبل شهر واحد من هجوم السابع من تشرين الأول. وتبادلت فصائل المقاومة المختلفة مقاطع فيديو لهذه التدريبات.
وبعد اجتياز العناصر الجديدة لهذه المرحلة يبدأون التدريبات والتمارين العسكرية والبدنية، ليتم معرفة قدرتهم على التحمل والصمود في الأوضاع الصعبة، وهذه المرحلة مدتها الزمنية طويلة، تشمل الدراسة النظرية والعملية، والنجاح في كل هذه المراحل هو من أبسط الشروط للانتماء إلى وحدة الرضوان.
وبعد اجتياز المقاتل كافة المراحل الصعبة لانتخاب العناصر، ينضم هذا المقاتل إلى وحدة حزب الله الخاصة، ويخضع لتدريبات عسكرية ونظرية للتواجد في مختلف الأوضاع العملياتية، وهكذا تتحول هذه العناصر إلى أشخاص يمتلكون إرادةً وإيماناً قويين، ويُستخدمون للقيام بعمليات معقدة وصعبة، ويُعتبر الانضباط والنظام أحد أهم خصائص هذه الوحدة.
منذ بداية الحرب الجارية على غزة نشر حزب الله مقاطع فيديو لتدريبات أجرتها قوة الرضوان في لبنان مطلع العام الحالي، وتضمَّن ذلك مقطع فيديو نُشر في 25 تشرين الأول، ويظهر فيه تدريب يُحاكي الهجوم على الأراضي المحتلة في شمال إسرائيل والسيطرة عليها.
من الجدير بالذكر أن حماس أجرت كذلك تدريبات مماثلة على اقتحام الجدار الفاصل حول قطاع غزة، قبل شهر واحد من هجوم السابع من تشرين الأول. وتبادلت فصائل المقاومة المختلفة مقاطع فيديو لهذه التدريبات.
وفي الأيام الأخيرة، واصل حزب الله مناوشاته مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمة بعض المواقع الاستيطانية على الحدود. واستخدم الحزب في هذه الهجمات الصواريخ المضادة للدبابات والقذائف، وأعلن كذلك عن إطلاق صاروخ “بركان”، الذي لم يستخدمه من قبل في مهاجمة إسرائيل، وهو صاروخ ثقيل وقصير المدى (يصل مداه إلى 10 كيلومترات)، ويمكنه حمل متفجرات يصل وزنها إلى نصف طن. وتشير التقديرات إلى أن سعر الصاروخ الواحد يتراوح بين 300 إلى 400 دولار.
وأشار نصر الله إلى صاروخ “بركان” في خطابه يوم السبت 11 تشرين الثاني بمناسبة “يوم الشهيد”، الذي يحتفل به حزب الله في هذا اليوم من كل عام. وقال نصر الله في خطابه الثاني منذ بداية الحرب على غزة، إن الهجمات على إسرائيل مستمرة على الرغم من المسيّرات الإسرائيلية، وقد تحسنت عمليات المقاومة من جهة كميات الأسلحة ونوعيتها، وذلك بفضل استخدام صواريخ “بركان”، وأسلحة أخرى.