أعلن عضو “كتلة التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم أنّ “زيارات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تكرّرت الى لبنان في الآونة الأخيرة خلال الـ45 يوماً من الحرب على غزة، وزيارته اليوم الى بيروت طبيعية نظراً لتشابك العلاقات، وتداخل الأزمات في هذه المرحلة، فمن الأكيد يجب أن يكون هناك تشاور كلّ ساعة على مستوى المنطقة، وعلينا أن ننظر إيجابياً الى التلاقي والتواصل خصوصاً أن هناك أكثر من رابط على مستوى طبيعي، كموضوع الهدنة التي تبدأ اليوم الخميس”.
وقال لـ”نداء الوطن”: “اذا نجحت الهدنة لا بدّ أن تترك آثاراً إيجابية لبنانياً وتحديداً جنوبياً، نظراً الى قرار ترابط ساحة الصراع في المنطقة، والأمر يتوقف على مدى التزام الكيان الإسرائيلي بالهدنة، فنحن أمام عدوّ مقامر ومغامر وغادر لا يلتزم بمواثيق ولا بقوانين دولية ولا بقرارات، وهذا طبعه بالتنصّل من أي التزام، وهذا الكيان لم يلتزم يوماً بقرارات، فكيف لبعض اللبنانيين المناشدة بتطبيق القرار 1701 للأسف؟”.
وسأل هاشم عبر موقعنا الالكتروني: “أين التزم هذا الكيان بالقرار 1701؟ هل طبّق هذا الكيان بنوداً أساسيّة من هذا القرار، وخصوصاً موضوع انسحابه من منطقة الغجر الجنوبية، ولم يلتزم يوماً بقرار السيادة الوطنيّة، لا بل خرقها مراراً وتكراراً، فلبنان كان مستباحاً بخروقاته اليوميّة برّاً، بحراً وجوّاً”.
وتابع: “بما خصّ الهدنة في غزّة اليوم، الموضوع يتوقّف على مدى التزام هذا العدو بهذه الهدنة، وإذا كان هناك تلازم للمسار من غزة الى لبنان فسينعكس إيجاباً على لبنان في كلّ الأحوال”.
أضاف: “العدو كان دائماً يأمل خرق قواعد الاشتباك وتوسيع رقعة ضرباته الى الداخل اللبناني، وعلينا أن نكون جاهزين ومتنبّهين في كل الأحوال”.
وردّاً على سؤال عمّا إذا بات ملف انتخاب الرئيس مؤجّلاً بحكم التطورات في المنطقة، أجاب هاشم: “لا يزال ملف الشغور الرئاسي، كما قال دولة الرئيس نبيه بري من “عندياتنا” كلبنان، ولو أخذ بعض الأطراف بالمبادرات التي أطلقها بري لكان للبنان رئيس جديد. ولا علاقة للملف بغزة، وكان من الأجدى بنا الاستفادة ممّا يحصل في غزة للإسراع بانتخاب رئيس وإعادة تكوين السلطات لتكون بكل جهوزيتها، لكن للأسف لم يستجب البعض لدعوات بري المتكرّرة للحوار بين المكوّنات اللبنانية بشعار واحد وهو رئاسة الجمهورية”.
وردّاً على سؤال بشأن المخاوف من تمدّد الشغور ليطال قيادة الجيش، استطرد قائلاً: “بالنسبة لنا ككتلة “تنمية وتحرير” نحن مع استقرار عمل المؤسسة العسكرية وعدم إدخالها في أي أزمة فراغ، وعلى الجميع التفاهم لمنع حصول فراغ في المؤسسة العسكرية وهناك مخارج كثيرة على مستوى الالتزام بالآليات الدستوريّة والقانونيّة”.
وعن مدى تشابه ملف التمديد لعون بالتمديد للواء عباس إبراهيم، الذي لم ينجز، اكتفى هاشم بالقول: “لا، الأمور مختلفة، وهناك ظرف آخر وعلينا الاستفادة من كل ثغرة إيجابية على أمل أن يأخذ هذا الملف مساره الطبيعي”.
ورفض هاشم الإجابة عن سؤال بشأن موقف الكتلة من التمديد للعماد عون، مكتفياً بالقول: “نحن مع عدم وجود فراغ في قيادة الجيش، فهذا الأمر ممنوع، ونحن مع ملء الشواغر في المجلس العسكري لضرورة الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها البلد، وعلينا الاستفادة من أيّ ثغرة، وهناك مخارج متعدّدة”.
وختم: “لبنان بحاجة الى روحية الاستقلال بمفهومه الوطني الجامع والى العودة لمنهجية التفاهم والتوافق بين اللبنانيين، والاستقلال انتزع انتزاعاً بوحدة اللبنانيين، وعلينا أن نبحث عن المساحة المشتركة بين المكوّنات اللبنانية لتوفّر الكثير على بلدنا، ومن أجل تأمين شبكة أمان وطنية لنحمي لبنان من كل ما يحصل في محيطه”.