ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أسف فيها بأن “قضية حقوق الإنسان وجمعيات الرأفة بالحيوان وفعاليات الطفولة والمرأة والمنظمات الأهلية والدولية والأممية مجرد كذبة في سجل هذه الأمم الظالمة والجائرة، على أن هذه الكيانات الحقوقية ضرورة ماسة بسجل سياسات الغرب وبرامجه، يستعملها كساتر للطغيان وكوسيلة لتطوير أسلوب جبروته وعتوه، ويكفي ما نراه في غزة من إبادة ومجازر وكوارث وسحق شامل للطفل وللمرأة وللرجل، وعلى مرأى العالم ومسمعه، سيما العالم الغربي الذي ينام ويستيقظ على حقوق الإنسان إلا حقوق ناسنا وشرقنا وبلادنا التي حولتها ترسانة الغرب إلى محرقة أسوأ من المحارق النووية”.
وأكد المفتي قبلان أن “بلدنا وناسنا ووجودنا اليوم ووجود هذا البلد إنما يقوم ويحفظ بفضل المقاومة وقدراتها وما يبذله مجاهدوها وما قدمه شهداؤها وجرحاها، وهم المعنيون بقوله تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}”.
واعتبر أن “البلد مأزوم، وواقع المنطقة على نار والمطلوب تسوية رئاسية لأنه لا حل لأزمات هذا البلد إلا من باب التسوية السياسية، وإذا لم تجمعنا الحرب فماذا يجمعنا! وإذا كان عيد الإستقلال يعني شراكة جهود وطنية فأين الجهود الوطنية من إنقاذ لبنان من بالوعة الفراغ الرئاسي! وبالنسبة لنا لا بديل عن لبنان إلا لبنان”.
وتوجه قبلان “للبعض” بالقول: “وحدة اللغة مع إيلي كوهين أمر كارثي، وهذا لبنان وليس تل أبيب، والمنطق الصهيوني لا محل له في هذا البلد الحر، وتذكروا أن لبنان ليس بضاعة أمنية أو سياسية أو مشروع إلحاقات، إنما هو وطن بحجم دماء وتاريخ وحروب وتضحيات طيلة عقود لتأمين استقلال لبنان وسيادته واللعب بالنار واستحضار لغة كوهين ونتنياهو مرفوضة بشدة ولا محل لها في هذا البلد الذي ينقض على الترسانة الصهيونية في الجبهة الجنوبية”.
ورأى أن “ما تقوم به مقاومة غزة وشعبها من تضحية وثبات وقوة، سيعيد تغيير مفاهيم الحرب، ويؤكد من جديد وهن ترسانة الأطلسي عن تحقيق هدفها بسحق المقاومة، واللحظة لحظة تاريخ وما بعد غزة يختلف عن غيره، وتأكدوا أن جدول زوال إسرائيل قد بدأ، ولم يعد بمقدور تل أبيب العيش بلا حماية أميركية أطلسية، والأميركي والأطلسي من هزيمة إلى هزيمة والأيام شواهد إن شاء الله تعالى”.