رفع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سقف المواجهة مع الكيان الإسرائيلي. وفي اول رد له بعد عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القيادي صالح العاروري، قال نصرالله: “إذا فكّر العدو بشنّ حرب على لبنان سنذهب بها إلى النّهاية من دون أيّ ضوابط ولا حدود وهو يعرف ماذا أعني وكلّ من يفكّر بالحرب معنا سيندم وهي ستكون مكلفة جداً”.
هذا الموقف يأتي في مرحلة مفصلية بين اتساع رقعة الحرب الى مواجهة شاملة وخرق قواعد الاشتباك التي حوفظ عليها منذ السابع من أكتوبر، وبين الاتجاه نحو ضبط الجبهة الجنوبية وتطبيق القرار 1701. وفي هذا السياق أُعلن عن زيارة للموفد الاميركي آموس هوكستين الى الأراضي المحتلة هذا الأسبوع، وأما الطبق الأساس فهو تجنّب الحرب في لبنان.
مصادر أمنية علّقت عبر “الأنباء” الالكترونية على زيارة هوكستين بأنها كانت منتظرة ومرتقبة، معتبرة أن قدومه الى بيروت بات مرتبطاً بمحادثاته في الأراضي المحتلة وبالتالي فإن محطته اللبنانية ستترافق حكماً مع رسائل على اكثر من صعيد.
المصادر وصفت ما جرى في الضاحية بالتطوّر النوعي في المواجهات العسكرية بين اسرائيل وكل من حماس وحزب الله. ورأت أن الحرب ما زالت طويلة ولن يكون هناك وقف لاطلاق النار في وقت قريب، متخوّفة من تحوّل لبنان الى ساحة لتصفية القيادات المناوئة لاسرائيل على غرار ما يحصل في سورية.
باتزامن، أشار النائب الياس جرادي في حديث الى جريدة الأنباء الالكترونية الى أنه كان يتوقّع منذ بداية الأزمة أن يكون هناك سيناريوهات تصعيد وأن تلجأ اسرائيل الى توسيع عدوانها خارج المساحة الجغرافية المحددة لأن ليس هناك مجال لرد الهيبة التي خسرتها بعد طوفان الاقصى إلا بتوسيع رقعة الاعتداءات سواء بالضاحية او إيران بالامس.
واعتبر جرادي أن الهدف من توجيه الضربات بالعمق لرد الهيبة قبل الذهاب الى مفاوضات مكسورة الجانح. وهناك احتمال آخر وهو أن يكون ما جرى استدراج لحرب مفتوحة لكن عواقبها ستكون وخيمة على كل الأطراف واسرائيل بالتحديد لن تكون بمنأى عن تلك النتيجة، خصوصاً بعد تجربة غزة فبإمكانها ان تضرب في أي مكان لكنها لا تستطيع أن تجتاح وها هي بعد ثلاثة أشهر لم تحقق شيئاً.
بالمحصلة، هل يدرك المعنيون خطورة تمدد الاعتداءات الاسرائيلية الى العاصمة وضرورة القيام بتحصين الجبهة الداخلية من خلال انتخاب رئيس الجمهورية وإقرار التعيينات العسكرية والاصلاحات المطلوبة قبل فوات الأوان.