تشهد إسرائيل نقاشاً داخليّاً تردّد صداه في أكثر من وسيلة إعلاميّة عنوانه “الحرب ضدّ حزب الله”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة أنّ كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بعثوا برسالةٍ إلى هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية، قالوا فيها: “حان الوقت لتحويل الأولويات من الجنوب إلى الشمال”، لتغيير أهداف القتال ضد حزب الله من نظام دفاع محدود أو “دفاع قاتل” إلى هجوم محدود.
وأظهر تحقيقٌ للجيش الإسرائيلي أنّ حزب الله نفذ السبت أكثر من 60 عملية إطلاق نار على قاعدة سلاح الجو الاستراتيجية في ميرون. كبار الضباط لم يتفاجأوا، لكنهم دعوا إلى تغيير الأولويات من الجنوب إلى الشمال: “الحرب في غزة اتخذت اتجاهاً واضحاً، ويجب أن يدفع حزب الله ثمناً أكثر إيلاماً”.
وأضاف الضباط: “من الواضح للجميع أنّ العملية السياسية لن تجعل حزب الله يوقف إطلاق النار ويسحب قواته. يجب ألا نقع مرة أخرى في المعادلات التي سبقت 7 تشرين الأول. في هذه الأثناء، لم يعد عشرات الآلاف من المدنيين إلى ديارهم”.
دعوة الضباط الإسرائيليين لتحويل القتال ضدّ حزب الله من دفاع إلى هجوم، تأتي وسط قلق مسؤولين في إدارة بايدن من شنّ بنيامين نتنياهو حملة عسكرية واسعة على حزب الله في لبنان، بهدف استقرار وضعه الداخلي وإنقاذ مسيرته السياسية، وفق ما ذكرت وسائل إلاعلام أميركية.
ويرى مسؤولون أميركيون تحدثوا إلى صحيفة “واشنطن بوست” أن حزب الله يريد تجنب تصعيد كبير، وأنّ أمينه العام يسعى إلى الابتعاد عن حرب أوسع نطاقاً، مشيرين إلى خطابه الذي ألقاه يوم الجمعة، وتعهد فيه بالردّ على العدوان الإسرائيلي، في حين ألمح إلى أنه قد يكون منفتحاً على المفاوضات بشأن ترسيم الحدود مع إسرائيل.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل اليوم، حيث سيناقش خطوات محددة “لتجنب التصعيد”، وفق ما قال المتحدث باسمه مات ميلر قبل ركوب الطائرة المتوجهة إلى الشرق الأوسط.
ونقلت “واشنطن بوست” عن ميلر قوله: “ليس من مصلحة أحد – لا إسرائيل، ولا المنطقة، ولا العالم – أن ينتشر هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة”.