دخل الجنوب امس مرحلة جديدة من المخاطر، تمثلت بهشاشة ثقة المواطنين الجنوبيين بأنّ هناك ضمانات تسمح لهم بالبقاء في أرضهم، ولو كانت بعيدة عن الحدود. فقد أفاد عدد من سكان بلدة الغندورية قضاء بنت جبيل، التابعة لمحافظة النبطية، بحسب ما نقلت «الوكالة الوطنية للإعلام»، أنّ الجيش الاسرائيلي إتصل بهم، وطلب منهم إخلاء منازلهم فوراً، قبل بدء قصفها، ما سبب حالة من الهلع لدى المواطنين. وأبلغ مسؤول في مؤسسة رسمية «نداء الوطن» في اتصال به أنّ أحد الأشخاص في البلدة تلقى اتصالاً لثوانٍ من رقم خارجي طلب خلاله مغادرة المبنى. وبدوره، أبلغ الذي تلقى الاتصال جيرانه والمعنيين بالأمر. وعلى الأثر، غادر معظم أبناء الغندورية القرية الى القرى المجاورة كتدبير احترازي. وليلاً، أورد «موقع بنت جبيل» أن شاباً يبلغ من العمر 17 عاماً «هو المسؤول عن الإتصال المفبرك حيث طلب من السكان إخلاء منازلهم منتحلاً صفة الإحتلال، وقامت دورية من مخابرات الجيش باعتقاله ليصار الى التحقيق معه».
ولم تمضِ ساعات على واقعة الغندورية، حتى أغار الطيران الاسرائيلي على قرية بيت ليف في قضاء بنت جبيل. وبحسب المعلومات الرسمية، أنّ الغارة أسفرت عن قتيلين وجريحين في بيت ليف، ونقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفيات المنطقة.
في موازاة ذلك، أشار نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الى انه «ما لم تتوقف الحرب في غزَّة فلا يمكن أن تتوقف في لبنان، وإذا وسَّع الإسرائيلي استهدافه للبنان سنرد بالتوسعة بالمدى الرابع والقوَّة المؤثِّرة، والكيان الإسرائيلي يفهم ما نقول. أي نقاش سياسي له علاقة بجبهة الجنوب مؤجل إلى ما بعد الحرب في غزة».