ارتفعتْ الخشية في لبنان جراء ارتسام ملامح عملية فصْل قد تلجأ إليها تل أبيب بين أي هدنة في القطاع وبين المواجهات على الحدود مع لبنان على ما عبّر عنه أمران:
– كلام وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت خلال جولة له في المنطقة الشمالية عن أنه «إذا اعتقد حزب الله أنه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في الجنوب، سيوقف إطلاق النار ونحن سنفعل ذلك أيضاً، فإنه بذلك يرتكب خطأ كبيراً»، مضيفاً «ما دمنا لم نصل إلى وضع يمكن فيه إعادة سكان الشمال بأمان، فلن نتوقف. عندما نصل إلى ذلك، إما من خلال تسوية أو بطريقة عسكرية، سنكون قادرين على أن نكون مطمئنين».
– تقارير اسرائيلية عن أن أي سماحٍ بعودة الجبهة مع لبنان إلى ما كانت عليه قبل 7 اكتوبر، ولو خلال أي هدنة في غزة، ستعني تمديد إقامة سكان مستوطنات الشمال خارج منازلهم، ما لم يتم بلوغ ترتيب، على البارد او الساخن، يجعل «حزب الله» يبتعد عن الحدود لمسافة كافية لتشكيل «منطقة أمان» بالنسبة إليهم (اقله بين 7 إلى 8 كيلومترات).
وفيما يعكس إرساء اسرائيل أرضية لـ «الفصل بين جبهتي لبنان وغزة» في أي «استراحة محارب» توافق عليها، أن «بلاد الأرز» ما زالت في «عين العاصفة» رغم الانطباع في دوائر قريبة من محور الممانعة بأن تل ابيب التي تهدّد منذ نحو 4 أشهر لن تقدم على «المغامرة الكبرى»، فإن هذا المناخ يجعل الحركةَ الديبلوماسية الغربية التي ستستمر تجاه بيروت تكتسب أبعاداً أكثر أهمية ولا سيما في ضوء بقاء جبهة الجنوب على «التهابها» مع مضي الجيش الاسرائيلي في استهدافات تدميرية لقرى وبلدات في جنوب لبنان وردّ «حزب الله» بعمليات ضد ثكن وتجمعات ومواقع لجنوده.