تبدو الشواطئ اللبنانية مشرّعة أمام مراكب الهجرة غير النظامية، إذ كلّما تراجعت قدرة أجهزة الدولة على ضبط حدودها البرّية والبحرية، تنامت قدرات شبكات تهريب الأشخاص عبر البحر، وتوسّعت على طول الشاطئ اللبناني الذي يشهد تسيير رحلات الهجرة غير الشرعيّة إلى أوروبا عبر «قوارب الموت»، من دون أن تلتفت هذه الشبكات إلى مخاطر الغرق، أو يتّعظ الهاربون من المآسي التي سبقتهم، وأودت بعائلات بأكملها.
مئات الموقوفين تتزاحم ملفاتهم أمام الدوائر القضائية، لكنّ ذلك لا يشكّل رادعاً عن المضي بهذه المغامرات؛ إذ تواصل هذه العصابات نشاطها بشكل أسبوعي، وهي تقدّم للمهاجرين إغراءات بـ«حتمية وصولهم إلى الدول الأوروبية، خصوصاً اليونان وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا؛ لعلّهم يحظون بحياة كريمة أو أقلّ بؤساً من حالهم في لبنان».
وحصلت «الشرق الأوسط» على جداول بأعداد الأشخاص الذين أحبط الجيش تسللهم من سوريا، ومنع إبحار زوارق من الشاطئ اللبناني باتجاه قبرص ومنها إلى أوروبا، وبيّنت الجداول، أنه خلال تشرين الثاني الماضي، أحبط الجيش تسلل 47 سورياً من شاطئ طرابلس، وعمل على إنقاذ الزوارق ومن عليها التي كانت على أهبة الغرق، وخلال كانون الأول، أُحْبِطت عمليات فرار لـ147 سورياً عبر زوارق بحرية، وجرى إنقاذ وإسعاف من كانوا على متنها بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني».