بدا من اتساع رقعة الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان وبلوغها ظهر أمس ساحل الشوف أنها تنذر بارتفاع احتمالات اندلاع حرب على نطاق أوسع، إذ يبدو أن قواعد الاشتباك المعمول بها بعد ٧ تشرين الأول تتغير بسرعة مع الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في النبطية واقليم التفاح وصور والزهراني وجدرا على ساحل الشوف.
وتزامنت هذه التطورات مع زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان إلى بيروت ولقاءاته التي شملت كلا من رئيسي مجلسي النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
ورأت مصادر سياسية أن عبد اللهيان اختار بيروت لتوجيه رسالة الى الأميركيين فحواها أن “بلاده لا تريد الحرب في المنطقة، وهي على استعداد لضمان عدم التعرض للسفن الاميركية والاوروبية في البحر الأحمر”، واعتبرت أن “كلام عبد اللهيان عن الهدنة يعني بأن إيران هي في أجواء المفاوضات الجارية لتحقيقها، وأن زيارته الى لبنان تأتي ايضا لطمأنة حلفائها وأنها لن تتخلى عنهم”.
وفي المواقف المحلية، فقد أشار النائب أحمد رستم في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى “تقدم الحديث عن مساعي التهدئة، وأن الرد على الطرح الذي حمله الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى المسؤولين اللبنانيين جرى إبلاغه به من قبل الرئيسين بري وميقاتي وهو مرتبط بالوضع في غزة، وأنه عندما يتم تطبيق الهدنة في غزة تطبق في جنوب لبنان”.
وأكد رستم ضرورة “دعم أي مساعي تساعد على الحل، وخاصة في الملف الرئاسي، وضرورة انتخاب رئيس جمهورية لأن وضع البلد لم يعد يحتمل الشغور الرئاسي”، وأضاف: “لقد شبعنا من سياسة الإلغاء وذهنية تكسير الرؤوس”، متمنيا الوصول الى قواسم مشتركة لأن لبنان لم يعد يحتمل انقسامات، “فنحن بحالة حرب حقيقية، وانتخاب الرئيس يعيد انتظام عمل المؤسسات ويكون بداية حل للأزمة”، متوقفا عند اتهام البعض بمصادرة حقوق المسيحيين “لأن الحقيقة هي عكس ما يقال”.