في ظل جمود المساعي إن لم يكن فشلها في تهدئة الوضع على جبهة الجنوب، متزامناً مع الجمود على جبهة الاستحقاق الرئاسي إنتظاراً لحراك جديد للجنة الخماسية سواء على مستوى اجتماع لممثليها في الخارج او على مستوى حركة سفرائها في بيروت فرادى او مجتمعين في اتجاه القوى السياسية خلال الاسبوع الحالي والمقبل، تصاعدت المواجهات جنوباً بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي خلال اليومين الماضيين، وبلغت حداً خطيراً يُنذر بتوسع المواجهة خصوصاً بعد الغارة الاسرائيلية على بلدة جدرا في منطقة اقليم الخروب الشوفية الواقعة على عمق 60 كيلومتراً من الحدود الجنوبية.
امّا على مستوى حركة الموفدين فكان البارز زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين اميرعبداللهيان لبيروت، حيث التقى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وعدداً من قادة الفصائل الفلسطينية، قبل ان يغادر امس الى دمشق حيث استقبله الرئيس السوري بشار الاسد.
وفي معلومات «الجمهورية» ان عبد اللهيان نقلَ الى الذين التقاهم اجواء المفاوضات الجارية حول وضع غزة وصفقة تبادل الاسرى، مشيراً الى احتمالات ايجابية لتحقيق حل سياسي. واكد ان ايران لا ترغب التصعيد في المنطقة، لكنه حذّر من استمرار الحرب، واكد ان حركة «حماس» قادرة على الصمود لمدة طويلة، موضحا ان بلاده تدعم الموقف اللبناني بتطبيق شامل للقرار الدولي ١٧٠١ مثلما يطلب لبنان.
وقد شدد عبداللهيان بعد لقائه نصرالله على أن «في كل مبادرة سياسية، يتعيّن اعتبار دور الشعب الفلسطيني وإجماع القيادات والمجموعات الفلسطينية، الركيزة الأساسية». فيما أكد نصرالله خلال اللقاء أنّ «الجيش الاسرائيلي يعيش في أزمة استراتيجية، ولم يحقق أيّاً من أهدافه في الميدان»، مشيرا الى أنّ «المقاومة باتت تشكل عنصراً مهماً في المعادلات الإقليمية ولا شك في أن انتصار الشعب الفلسطيني والمقاومة «أمر حتمي».
امّا ميقاتي فوصف الأوضاع في المنطقة «بالمتغيرة والمعقدة»، مشددا على «أهمية قضية غزة وفلسطين، وعلى ضرورة استمرار الجهود الرامية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة». وأضاف: «إننا نتطلّع إلى السلام والاستقرار في المنطقة، ويجب بذل الجهود لإنهاء الحرب على غزة وإزالة خطر توسيع نطاق الحرب في المنطقة».