يمكن اعتبار التطورات الميدانية قصفاً وغارات التي حصلت طوال يوم أمس وكان مسرحها بلدات وقرى الجنوب بعد قصف لصفد في شمال إسرائيل بأنها العمليات الأوسع والأعنف والأشد دموية ضد المدنيين في الجنوب منذ اندلاع المواجهات على الجبهة الجنوبية في الثامن من تشرين الأول الماضي.
سبعة قتلى من عائلة برجاوي هي حصيلة غير نهائية للقصف الإسرائيلي ليلًا على مدينة النبطية في الجنوب، بالاستهداف الذي نفذته مسيّرة بصاروخ موجه على شقة سكنية لآل برجاوي وسط المدينة.
وتمكنت فرق الاسعاف والاغاثة بعيد منتصف الليل من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الانقاض حياً، بعد أكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين، فيما تم سحب 5 جثث تعود لصاحب الشقة الوالد حسين أحمد ضاهر برجاوي وابنتاه اماني حسين برجاوي وزينب حسين برجاوي، وشقيقته فاطمة أحمد برجاوي، وابن ابنته زينب الطفل محمود علي عامر، وتم نقلهم الى مستشفيات النبطية. فيما استمر البحث عن جثماني زوجة برجاوي امل محمود عودة وابنة شقيقته غدير ترحيني. كما تم نقل صهر برجاوي علي عامر واكثر من 6 اشخاص جرحى الى المستشفيات.
وأحدثت الغارة على النبطية في الجنوب اضراراً جسيمة في المبنى المؤلف من 3 طبقات ومن ضمنه الشقة المستهدفة، وبات المبنى آيلًا للسقوط بسبب التصدعات الكبيرة فيه. كما تضررت الابنية المجاورة والسيارات المركونة في الطريق وشبكتا الكهرباء والهاتف.
وتعمل فرق الاسعاف من الدفاع المدني والهيئة الصحية الاسلامية واسعاف النبطية وكشافة الرسالة الاسلامية والصليب الاحمر في المنطقة المستهدفة منذ الليل وحتى ساعات الصباح.
وأثار هذا التصعيد مخاوف متعاظمة من تفلت الوضع من كل قواعد الضبط والحصر خصوصاً في ظل اتساع الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين كما جرى في الغارات على بلدة الصوانة التي أدت الى مجزرة عائلية. ولعل اللافت في التطورات أن القصف الصاروخي الذي طاول صفد لم يتبناه “الحزب” حتى ليل أمس في وقت كانت إسرائيل تزعم أن غاراتها على القرى الجنوبية كانت رداً على هذا القصف وارتكبت مجازر ضد المدنيين.
كما أكدت الأمم المتحدة ضرورة وقف “التصعيد الخطير” للعنف بين الجيش الإسرائيلي والحزب في الجنوب. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك “إن التصعيد الأخير هو بالفعل خطير ويجب أن يتوقف”.