أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اليوم الجمعة، إلى أنه “على الأميركيين والصهاينة أن يعرفوا أنهم في فلسطين أيضًا أمام شعب لن يتراجع مهما بلغت التضحيات ومهما بلغ البذل، والمقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة ما يجعل يدها تمتدّ من كريات شمونة إلى إيلات”.
وفي كلمة له خلال الاحتفال الذي يقيمه حزب الله تكريمًا للشهداء القادة، أضاف نصر الله، “الإخوة في اليمن واصلوا حتى اليوم استهداف السفن الأميركية والبريطانية ولكن تبقى المعركة الأساسية ما يجري في غزة، منذ عام 1984 هناك عنوان مطروح حول كلفة المقاومة وثمنها وتبعاتها والتضحيات المترتبة عليها، وأمام المشروع الأميركي والمشروع الصهيوني في المنطقة نحن أمام خيارين إما المقاومة أو الاستسلام”.
وتابع، “كلفة الاستسلام كبيرة وخطيرة وباهظة جدًا ومصيرية جدًا، وثمن الاستسلام في لبنان كان يعني الهيمنة السياسية والاقتصادية الاسرائيلية على بلدنا، لو استسلم الشعب الفلسطيني لكان اليوم أهل غزة خارجها وأهل الضفة خارجها وحتى أهل أراضي 48 خارجها، والمقاومة في فلسطين جعلت الكيان الصهيوني يعيش أزمة وجود وكانت ذروته في طوفان الأقصى”.
وأردف نصر الله، “اليوم في غزة والضفة وجنوب لبنان واليمن وسوريا وإيران وكل المنطقة يجب أن تغيب هذه الحقيقة عنا على الإطلاق حقيقة ثمن المقاومة وثمن الاستسلام، أليس من الذل والهوان والضعف والوهن أن دولًا تحكم ملياري مسلم لا تستطيع أن تدخل الدواء إلى أهل عزة”.
ولفت إلى أنه “اليوم من جملة الأمور الملقاة على عاتقنا تبيان الحقائق لأن ما جرى من 7 تشرين إلى الآن تزوير إسرائيلي هائل للحقائق، الإعلام الإسرائيلي عمل على تشويه صورة المقاومة وحماس في 7 تشرين وأن تجعل منها “داعش”، لم يستطع الإسرائيلي أن يقدّم للعالم طفلًا واحدًا مذبوحًا أو فتاة اغتُصبت بل إن المستوطنين الذين حُرقوا قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي، وإذا فُتح تحقيق حول 7 تشرين الأول سينهار الأساس الأخلاقي والقانوني الذي يدّعيه نتنياهو وبايدن بإصرارهما على القضاء على حماس”.
وأشار إلى أن “كثيرون صدّقوا التزوير التاريخي الإسرائيلي بخصوص 7 تشرين الأول بما في ذلك دول تقول أنها صديقة لحركة حماس، و”إسرائيل” في كل يوم تقتل وتجرح المئات من النساء والأطفال والعالم ساكت، والمقاومة الفلسطينية تعرّضت منذ 7 تشرين الأول إلى اليوم لأبشع عملية تزوير وإهانة تعرضت لها مقاومة في تاريخنا”.
واعتبر نصر الله أن “أكبر ظاهرة نفاق يشهدها العالم اليوم هو موقف الإدارة الأميركية مما يجري اليوم في غزة، المال والسلاح والصواريخ والقذائف المدفعية لدى الإسرائيلي الآن يأتي من واشنطن وإن أوقفت الولايات المتحدة الجسر الجوي إلى الكيان سيتوقف العدوان على غزة، أميركا تصرّ على هدف القضاء على حركة حماس أكثر من “إسرائيل”.
ورأى أن “المسؤول عن كل قطرة دم في المنطقة هي الإدارة الأميركية أما المسؤولون الإسرائيليون فهم أدوات تنفيذ، والهدف الإسرائيلي هو تهجير الفلسطينين من فلسطين المحتلة أهل الضفة إلى الأردن وأهل غزة إلى مصر وأهل الـ84 إلى لبنان”.
واعتبر أن “عملية “طوفان الأقصى” كشفت هذا الهدف الإسرائيلي الذي كان يعمل له منذ سنوات لإقامة دولة يهودية خالصة من البحر إلى النهر، ومشروع الدولة اليهودية الخالصة يستهدف الفلسطينيين بشكل رئيسي وهو أيضًا يشكل خطرًا على الأردن ومصر ولبنان، في ذكرى القادة الشهداء نؤكد على خيار المقاومة الشعبية التي أثبتت جدواها، نحن نطالب أن يكون الجيش اللبناني جيشًا قويًا مقتدرًا لكن أميركا هي التي تمنع أن يكون الجيش اللبناني قويًا، المقاومة الشعبية أثبتت جدواها في إنجاز التحرير في فلسطين وفي العراق”.
وشدّد نصر الله على أنه “مهما قلنا وشرحنا ستكون ألسنتنا عاجزة عن توصيف المقاومة الأسطورية في غزة والصمود الأسطوري لهذا الشعب، في بلد كلبنان يجب أن نتمسك بالمقاومة وسلاحها وإمكاناتها أكثر من أي وقت مضى لأن هذا الذي يجدي وهذا الذي يجعل العدو يرتدع ويخاف وهذه ميزة المقاومة الشعبية”.
وقال: “الإسرائيلي والأميركي لم يتوقعا أن تكون لدى المقاومة في لبنان الإرادة والشجاعة لفتح الجبهة لمساندة غزة، هدفنا جميعًا في محور المقاومة دولًا وشعوبًا وحركات ومقاتلين كان وسيبقى أنه في هذه المعركة يجب أن يهزم العدو ويجب أن تنتصر غزة”.
وأضاف، “معركتنا هي إلحاق أكبر قدر من الخسائر المادية والبشرية بالعدو لنفرض عليه الهزيمة والانسحاب، المقصود بهزيمة العدو في هذه المعركة هو فشله في تحقيق أهدافه”.