على الرغم من المحادثات المكوكية المتنقّلة بين باريس والدوحة والقاهرة للتوصّل إلى «اتفاق هدنة» يُتيح تبادل الأسرى والرهائن وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بشنّ هجوم برّي على مدينة رفح المكتظّة في جنوب القطاع، حيث تزداد احتمالات حصول مجاعة.
وإذ قال نتنياهو لقناة «سي بي أس» الأميركية إنّ التوصّل إلى «اتفاق هدنة» لن يؤدّي إلّا إلى «تأخير» الهجوم على رفح، أضاف: «إذا لم يحصل اتفاق، فسنقوم بها على أي حال. يجب أن تحصل، لأنّ النصر الكامل هو هدفنا، والنصر الكامل في متناول اليد، ليس بعد أشهر، بل بعد أسابيع، بمجرّد أن نبدأ العملية».
وتابع: «نعمل جميعاً على صفقة للإفراج عن الرهائن، لكن لا نضمن نجاحها»، معتبراً أنّه لا بدّ أن تقبل حركة «حماس» بـ»حلّ منطقي»، في وقت استؤنفت فيه المحادثات في الدوحة والتي ستعقبها جولة أخرى في القاهرة بمشاركة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ومن «حماس»، بحسب قناة «القاهرة الإخبارية».
في السياق، كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان لشبكة «سي أن أن» أن أميركا ومصر وقطر وإسرائيل توصّلت في باريس إلى تفاهم في شأن «الملامح الأساسية» لاتفاق رهائن لوقف موَقت لإطلاق النار، لكنّه أوضح أن الاتفاق لا يزال قيد التفاوض، معبّراً عن أمله في أن «نتمكّن في الأيام المقبلة من الوصول إلى نقطة يكون فيها بالفعل اتفاق متماسك ونهائي في شأن هذه القضية».
في الغضون، أعلن قصر الإليزيه أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيزور باريس الثلثاء والأربعاء لإجراء محادثات مع الرئيس إيمانويل ماكرون. وقال مسؤول في الإليزيه: «تعمل قطر خصوصاً على إطلاق سراح الرهائن، وهو ما يُمثل أولوية بالنسبة إلينا»، موضحاً أن المحادثات ستُركّز أيضاً على «الجهود الجارية للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار وتقديم مساعدات كبيرة لسكان غزة».
من جهة أخرى، نفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، تقارير تحدّثت عن تقديمه استقالته إلى الرئيس محمود عباس، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي». وأوضح مصدر أن «رئيس الوزراء أبلغ الرئيس أبو مازن قبل أسبوعين أن يعتبر استقالة حكومته في جيب الرئيس في حال كانت هناك نوايا لتشكيل حكومة جديدة»، مؤكداً أنه لم تُقدّم الاستقالة بشكل فعلي حتّى الآن. غير أن المصدر أبدى اعتقاده أن عباس «سيطلب من الحكومة تقديم الاستقالة عقب جلسات موسكو المقرّرة نهاية هذا الشهر».
توازياً، حذّر العاهل الأردني عبد الله الثاني خلال استقباله عباس في قصر الحسينية في عَمّان «من استمرار الحرب على غزة خلال شهر رمضان المبارك، الأمر الذي سيزيد من خطر توسّع الصراع»، مجدّداً «رفض الأردن أي محاولات للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة اللتَين تُشكّلان امتداداً للدولة الفلسطينية الواحدة».
ميدانيّاً، دفع الجوع مئات الفلسطينيين إلى الفرار من شمال القطاع، فيما يستمرّ الوضع الإنساني في التدهور وبات حوالى 2.2 مليون شخص مهدّدين بخطر «مجاعة جماعية»، وفق الأمم المتحدة. لكنّ المفوض العام لوكالة «الأونروا» فيليب لازاريني اعتبر أنه لا يزال من المُمكن «تجنّب» المجاعة إذا سمحت إسرائيل للوكالات الإنسانية بإدخال المزيد من المساعدات.
إقليميّاً، نفّذت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة سلسلة ضربات جديدة ضدّ 18 هدفاً للحوثيّين في 8 مواقع في اليمن ليل السبت، وفق ما جاء في بيان مشترك، بينما دانت إيران الضربات أمس، معتبرةً أن واشنطن ولندن تسعيان إلى «تصعيد التوتر والأزمة» في المنطقة.