تتوالى التصريحات الرسمية، بشأن المخطط الإسرائيلي، لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية المتاخمة لحدود مصر، وكذلك الضغوط لإقرار هدنة في غزة، وسط دفع أميركي نحو التهدئة، وتمسك إسرائيلي باجتياح يصطدم برفض مصري ودولي متواصل.
خبراء معنيون في الشأن الفلسطيني والدولي، تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، قالوا إن السباق الحالي، سينتهي إلى إقرار هدنة في غزة أولا، هذا الشهر، والسماح بعودة النازحين من رفح إلى شمال القطاع.
واعتبروا أن اجتياح رفح صار حاليا في الدوائر الأميركية والإسرائيلية “حتميا”، لكن الخلاف في التوقيت وآليات التنفيذ.
وبشأن الهدنة المحتملة، ترى المصادر ذاتها أن الاقتراب من تنفيذ هدنة جديدة بغزة قد يكون في أقل حد أسبوعا مثل الهدنة الأولى، أو نحو 40 يوما بحسب المقترح الأميركي.
هدنة أم اجتياح؟
مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف أكدت الخميس، في لقاء مع “سكاي نيوز عربية”، أن الولايات المتحدة تعتبر مقترح الهدنة الموضوع على الطاولة بين إسرائيل وحماس “جيدا”، مضيفة: “ننتظر ما إذا كانت حماس ستقبل مقترح الهدنة”.
والأربعاء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي، إن أمام حماس اقتراحا قويا على الطاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإخراج الرهائن، وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية، متسائلا عما إذا كانت حماس ستقبل به.
كذلك أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن تل أبيب أبلغت الوسطاء بأن عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة لن تكون عائقا أمام اتفاق التهدئة في حال وافقت حماس على مقترح باريس.
والأحد، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في بيان: “ستواصل الولايات المتحدة العمل دون توقف للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع على الأقل كجزء من صفقة إطلاق سراح الرهائن”.
ووسط عودة آمال التوصل لاتفاق في غزة، يلوح إعلان إسرائيلي جديد بالتمسك لاجتياح رفح، فيما تكرر مصر، رفضها لأي عملية عسكرية في رفح، خشية عواقب إنسانية وخيمة بالمدينة التي يقطنها أكثر من مليون فلسطيني.
والخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: “سأواصل مقاومة الضغوط (الدولية) وسندخل رفح ونكمل القضاء على ما تبقى من كتائب حماس ونستعيد الأمن ونحقق النصر الكامل لشعب ودولة إسرائيل”.
والثلاثاء أعلن، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، أن الرئيس بايدن لن يدعم أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح لا تحمي المدنيين، مشيرا إلى أن البيت الأبيض لم ير بعد خطة لتنفيذ ذلك يمكن الوثوق بها للتعامل مع السكان هناك.
هدنة أولا
جهاد الحرازين، الخبير الفلسطيني، أستاذ النظم السياسية والقيادي بحركة فتح، تحدث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، في هذا الصدد قائلا:
• أعتقد أن هناك العديد من المحاولات والضغوط من جانب الوسطاء تجري بشأن التوصل لهدنة.
• هناك حديث عن هدنة أسبوع أو أسبوعين كالتي حدثت في شهر نوفمبر الماضي حتى يتم التعاطي مع أطراف المفاوضات ومحاولة تبريد الأجواء، والولايات المتحدة تسعى مع الوسطاء في مصر وقطر لتذليل العقبات ليتم التواصل لهدنة قريبا.
• عملية رفح اتخذ بها قرار إسرائيلي، والمجتمع الدولي يحاول أن يحد من حدوث اجتياح بري كامل.
• اليوم تطبق كل الضغوط للوصول للهدنة أولا بعيدا عن اجتياح رفح، وننتظر هدنة مؤقتة قريبة جدا خاصة مع حديث إعلام إسرائيلي عن عدم وجود ممانعة إسرائيلية للعودة النازحين للمناطق الشمالية.
اجتياح رفح لا مفرّ منه
الخبير الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، المدير التنفيذي لمنتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، في حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية”، يرى اقتراب تنفيذ هدنة أولا قائلا:
• يبدو أن هناك بعض التغييرات في موقف حماس وإذا قامت بالرد الإيجابي كما صرحت الإدارة الأميركية أعتقد أنه ستكون هناك فرصة كبيرة لهدنة خلال شهر رمضان.
• الحديث عن المرحلة الأولى تشمل 40 أسيرا مقابل ما يعادل 400 من الجانب الفلسطيني.
• في كل الأحوال إتمام هدنة رمضان لا تعني وقف الحرب أو انتهاء أي أفكار أو اقتراحات أخرى.
• هناك ترتيبات تجري في غزة لإنشاء ميناء لتقديم المساعدات الإنسانية وكلها ترتيبات لمرحلة قادمة.
• إسرائيل لا تمانع من عودة مدنيين للشمال لأن هذا سيساهم في إخلاء رفح وسيسهل لها القيام بالعملية.
• بايدن يضغط بشكل كبير من أجل هدنة في شهر رمضان لأسباب عديدة أبرزها انتخابية وخشية مزيد من التصعيد في المنطقة لا تريده الإدارة الأميركية.
• الهدنة بغزة ستكون أولا ثم سيكون بعدها موضوع رفح.
• الحديث حول موضوع رفح لم يعد في حدود هل سيحدث أم لا، ولكن الحديث الآن عن التوقيت فقط لا غير.
• إسرائيل الكل معارضة وحكومة مع إكمال عملية رفح حتى الإدارة الأميركية توافق على ذلك ولكن الخلاف حول الآليات ووضع المدنيين في رفح.