بعد مرور أسابيع محدودة على انطلاق مسعى تكتل الاعتدال الوطني الرئاسي، أظهرت المعطيات أن نتائجه لم تحسم بعد، ولا يزال يتقلب بين المناخات السلبية والإيجابية ونسبة نجاحه لم تتعدَّى الخمسين في المئة. وهذا مؤشر إلى أن الاستحقاق الرئاسي يحتاج إلى المزيد من الجهد، وهذا الجهد قد تتولاه مجددا اللجنة الخماسية لدحض أي كلام عن تعليق عملها، في حين أن الواضح هو تكامل عمل اللجنة مع مبادرة التكتل لاسيما أن سفراءها أبدوا في اجتماعهم الاخير التأييد لهذه المبادرة ، وجاء دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري على الخط وتأكيده أنه سيترأس الحوار، ليضع مهمة التكتل في وضع صعب لاسيما أن كتلاً نيابية ابدت تحفظات على واقع الحوار بحد ذاته.
وعلى الرغم من أن تصريح الرئيس بري استتبع ردودا إلا ان المسعى الرئاسي والذي يسوِّق للمرشح الثالث قبل الوصول إلى جلسة الإنتخاب الدستورية لم يبلغ مرحلة العجز التام.
من المؤكد أن هذا الطرح يسير بين الألغام وإلا لتحول إلى واقع ملموس قريبا. فهل يعلن عن تطور جديد؟ ام يتراجع المسعى ليقترب من إعلان الفشل؟
وفق المعلومات المتوافرة فإن مسعى التكتل لن يعلق إلا إذا بقيت العوائق على حالها لجهة تقويضه وفرض مطالب أو غير ذلك. لكن مصادر سياسية مطلعة توضح لـ «اللواء» أنه لا يمكن القول أن مبادرة الاعتدال انتهت إنما دخلت في مرحلة من البطء لأنه لم يحصل أي تطور جديد بشأنها، في حين أن الرؤية في موضوع الحوار أو التشاور متناقضة، وكل فريق يقرأه بشكل مختلف لجهة رئاسة التشاور، وكما يريد ، ولقد حسمها بري بالقول أن جلسة التشاور ستكون برئاسته، وبالتالي فإن الاطار الذي وضعه بري هو الذي يسير ، اما كتلة الاعتدال فستكيّف تحركها من خلال هذا الإطار، وليس واضحا إلى أين يمكن أن تصل، لكنها لم تنتهِ وفي الوقت نفسه لم تعد بالزخم الذي كانت عليه منذ انطلاقتها.
أما التحرك القطري فيدل وفق المصادر نفسها على أن اللجنة الخماسية متضامنة شكلا، وليس مضمونا أو فعلا، لذلك فإن السفيرة الأميركية تتحرك منفردة، والقطري يتحرك لوحده الآن، وهناك دعوات قطرية لمسؤولين لبنانيين لزيارة الدوحة، والسفير المصري يفتش عن دور من خلال لقاءاته، في حين أن السفير الفرنسي يحاول أن يوازن بين جميع السفراء ولعب دور القاسم المشترك، وهذا يدل على أن ما من قرار واحد وواضح داخل اللجنة، وهذا ما افسح في المجال أمام معالجات جانبية وفقا لكل سفير وفريق لجهة الاتصالات التي تقام.
وتؤكد المصادر أن التحرك القطري هو الأكثر حضورا ومن خلال الاتصالات التي تتم مع القيادات السياسية، يتوقع للمسعى القطري أن يتفاعل أكثر وأكثر، وهناك ترقب وانتظار لما يمكن ان يصدر من خلال هذا الحراك، وتقول ان الجانب السعودي غير مرتاح كثيرا للتحرك القطري. اما السفيرة الأميركية التي تشارك في اجتماعات اللجنة الخماسية، لكنها لا تعول على قرار موحد منها باعتبار انه يصعب الوصول إلى هذا القرار.
وتفيد أن المسعى الذي تعمل عليه قطر وتعتبره اللجنة الخماسية مناسبا هو الخيار الثالث من ضمن الأسماء المطروحة والأكثر تقدما بينها هو العميد جورج خوري، وتقول أن هذا الخيار يحتاج إلى وقت أو فترة زمنية، ولذلك فإن المرحلة لا تزال في سياق جس النبض وأفكار تبدأ ناقصة ولا تكتمل ومواقف تنمُّ عن غموض أحيانا، لأن الكل مرتبط بموضوع غزة ومن دون حل هذا الموضوع، فانه لن يسجل أي شيء على صعيد الرئاسة اللبنانية اقله في المدى المنظور.
وتقول أنه بناء على ذلك فإن حركة الرئاسة ستظل تشهد تخبطا وحظوظ أي مبادرة غير مكتملة، على أن المساعي لن تتوقف حتى وإن لم تخرج بالنتائج المطلوبة، وأمام هذا الواقع الذي تضاف إليه بشكل مباشر التناقضات المحلية فإن الشغور سيطول ويطول.