بري لهوكشتاين: نقل نهر الليطاني الى نقطة اخرى اسهل من ابعاد قوات الرضوان

تصاعد الحديث عن ضرورة تطبيق القرار 1701 وابعاد حزب الله عن الحدود مع شمال فلسطين المحتلة، سواء من خلال المبادرة الفرنسية او زيارات الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين للبنان ، فقد رد الرئيس نبيه بري على هوكشتاين من باب المزاح ان نقل نهر الليطاني الى نقطة اخرى اسهل بكثير من ابعاد قوات الرضوان عن الحدود الجنوبية. وبطبيعة الحال، ان اهالي القرى الحدودية الجنوبية تجري المقاومة في دمائهم وهم حزب الله، سواء قاتلوا ام صمدوا. ولذلك كيف يمكن الفصل بين المواطنين الجنوبيين وبين المقاومة وهناك ارتباط روحي ومعنوي وعقائدي عميق؟ بيد ان بلدة عيتا الشعب التي تتعرض بشكل دائم للعدوان الاسرائيلي ، كل اهلها هم حزب الله، ولذلك هذه الطروحات الغربية لجنوب لبنان تتعارض مع الحقيقة والواقع السائد عند الاهالي.

بدوره، شدد مصدر في حزب الله ان لا بحث في اي طرح متعلق بقرار 1701 وبوقف اطلاق النار من الجنوب باتجاه الاراضي المحتلة، ولن يحصل اي تشاور حول المناخ السياسي ما بعد الهدنة في حال حصلت ولا نقاش في اي من الافكار المنسوبة لهوكشتاين قبل ان يتوقف العدوان الاسرائيلي على غزة. واوضح انه عندما يتوقف اطلاق النار في غزة وتحصل تهدئة في الجنوب، عندئذ يمكن لحزب الله ان ينتقل الى الكلام السياسي في مسائل عديدة.في المقابل، قال مصدر ديبلوماسي للديار انه من الواضح ان «اسرائيل» تتعامل مع القرار 1701 على مرحلتين، مشيرا الى ان المرحلة الاولى تكمن في ابعاد حزب الله 10 كلم عن الحدود الجنوبية اللبنانية بهدف طمأنة المستوطنين أمنيا شمال فلسطين المحتلة. اما المرحلة الثانية فتريد الدولة العبرية ابعاد المقاومة الى ما وراء جنوب نهر الليطاني. وتابعت المصادر الديبلوماسية ان ظروف الحرب ومسارها هما عادة العاملان اللذان يحددان الجهة المنتصرة في حين تظهر الوقائع الميدانية، سواء مع حزب الله او حماس، انها لا تصب لمصلحة الاسرائيليين. وعليه، لا يمكن للدولة العبرية ان تفرض املاءاتها على حزب الله او على اي فصيل فلسطيني مقاوم ما دام الميدان كشف عجز الجيش «الاسرائيلي» عن ربح المعركة البرية في غزة، رغم مرور ستة اشهر عجاف على بدء الحرب. علاوة على ذلك، لم يتمكن جيش الاحتلال من توجيه ضربة قاسية للمقاومة في جنوب لبنان من شانها ان تقلص نفوذها وقوتها، وبالتالي تصبح غير قادرة على مواصلة اطلاق الصواريخ والمسيرات على المستوطنات ومواقع عسكرية لجيش العدو في شمال فلسطين المحتلة. بيد انه جرى العكس، فلا يزال حزب الله قادرا على ايلام العدو الاسرائيلي في مراكزه الحدودية والى ابعد من ذلك، فصواريخ المقاومة قادرة على ضرب مناطق «اسرائيلية» يعتبرها العدو محمية من سلاح الحزب.

اترك تعليق