على قاعدة «توزيع الأدوار» بين اللجنة «الخماسية» وتكتل «الاعتدال الوطني»، بدأ سفراء اللجنة جولة جديدة على مرجعيات سياسية ودينية في محاولة لملء الفراغ بالكلمات المناسبة، فيما لجم «التكتل» اندفاعته في انتظار اكتمال الاجوبة عن مبادرته واتضاح نتيجة المشاورات المتجدّدة للسفراء.
Ads by Ad.Plus
من الواضح أنّ هناك تناغماً بين حراك «الخماسية» ومبادرة «الاعتدال الوطني»، وانّ كلاً منهما يسعى الى التكامل مع الآخر، أملاً في التوصل إلى التفاهم مع القوى الداخلية الاساسية على آلية مركبة لولادة رئيس الجمهورية، تجمع بين الحوار والانتخاب، بحيث ينال كل طرف بعضاً مما يرضيه ويحفظ ماء وجهه.
وليس خافياً انّ «التكتل» ينسّق خطواته مع مجموعة السفراء الخمسة، وقد اجتمع نواب منه اخيراً مع اكثر من سفير في إطار التشاور وتبادل «الداتا السياسية».
ad
لكن هذا التحرك، وعلى الرغم من زخمه اللافت، لا يبشر بعد بإمكان تحقيق خرق حقيقي وإيجابي قريباً، كونه لا يزال يواجه تحدّيات صعبة تهدّده بالتعثر، من بينها انّ الحسابات المضمرة لأعضاء «الخماسية» هي متباينة ولو انّهم أوحوا ظاهرياً بالعكس، وانّ تفاصيل مبادرة «تكتل الاعتدال» تبدو مسكونة بالغموض والالتباسات، وانّ معظم القوى السياسية غير جاهزة بعد لتقديم تنازلات تسمح بالوصول إلى تسوية تنهي الشغور في قصر بعبدا
وهناك بين المواكبين عن قرب لنشاط «الخماسية» و»التكتل»، من هو مقتنع بأنّه سيظل من المتعذر تظهير صورة الرئيس المقبل قبل تحسن الرؤية الاقليمية، وانقشاع دخان الحرب الذي يغطي غزة والجنوب امتداداً الى ساحات المنطقة الأخرى، محاصراً استحقاقات أُخرى منها الاستحقاق الرئاسي الذي، وعلى أهميته، يصبح تفصيلاً أمام مخاض مشروع إعادة تركيب المنطقة وتوازناتها.
وحتى ذلك الحين، ستبقى المساعي المبذولة لانتخاب رئيس الجمهورية نوعاً من «التسالي» في الوقت الضائع، او في أحسن الحالات أقرب إلى «تمارين سياسية» من شأنها فقط المحافظة على لياقة اللاعبين في انتظار ان تحين اللحظة المناسبة لحسم السباق الرئاسي إلى بعبدا.
ولا يخفي بعض المعنيين بمسعى «الاعتدال» عدم ثقتهم في قدرته على النجاح، حتى لو كانت «الخماسية» تحاول أن تتحايل على علاّتها، وان تؤدي دور «البولدوزر» أمامه لإزالة العقبات والمطبّات التي تعترضه.
ويكشف هؤلاء في هذا السياق، انّ الرئيس نبيه بري تحديداً يتعرّض لضغوط لدفعه الى تليين مواقفه والموافقة على اي آلية لانتخاب رئيس الجمهورية، حتى لو كانت غير سليمة وغير سوية، لافتين الى انّ بري يسعى، على طريقته، الى احتواء تلك الضغوط، ممسكاً بالعصا من الوسط ومتمسكاً في الوقت نفسه بثوابته.
وفي حين يوحي سلوك «الخماسية» و»الاعتدال» أنّ الخيار الثالث بات الأكثر رجحاناً، تؤكّد شخصية نيابية التقت تكتل «الاعتدال الوطني» ومحسوبة على ما كان يُعرف بفريق 8 آذار، انّها من جهتها ترفض التخلّي عن دعم ترشيح سليمان فرنجية كشرط مسبق لأي حوار او تشاور. ويُنقل عن تلك الشخصية تأكيدها انّ فرنجية هو الأنسب لهذه المرحلة، وانّها لن تعود عن تأييدها له بتشاور وحوار او من دونهما.