موضوعان تقدّما المتابعات الحكومية لأهميتهما، الواقع الإنساني في الجنوب في ضوء الإعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، والأزمة المستجدة مع قبرص على خلفية النازحين من لبنان باتجاه أوروبا عبر الجزيرة. في الموضوع الأول كان لافتا الإجتماع الذي عقده رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع منظمات الأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة والمعنية، حيث طلب ميقاتي المساعدة السريعة لمواجهة أزمة النزوح من القرى الحدودية، اضافة إلى مواجهة “النكبة الزراعية” نتيجة الاعتداءات التي أتلفت ثمانمئة هكتار من الأشجار والمزروعات، والتداعيات التربوية حيث تم إقفال خمس وسبعين مدرسة، إلى جانب ملف الاعمار لإعادة بناء ما تهدم.
أما في موضوع الأزمة مع قبرص التي أثارته مع ميقاتي السفيرة القبرصية في لبنان، فقد أجرى رئيس الحكومة سلسلة اتصالات مع الجانب القبرصي لاسيما مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس متمنياً أن يطرح في اجتماع الدول الأوروبية المتوسطية المقبل موضوع الضغط على الاتحاد الأوروبي في ملف النازحين غير الشرعيين من لبنان.
في هذا السياق رأى النائب السابق فادي الهبر في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “قبرص هي بوابة أوروبا، وتتمتع بحكم صارم، ولا يمكنها أن تسمح بأن تتحول إلى محطة عبور للنازحين السوريين الى الدول الأوروبية”، لافتاً الى “وجود ما يقارب المليوني نازح سوري في لبنان، وعلى الرغم من المساعدات التي تصلهم من الجهات الدولية والمانحة بدأ قسم كبير منهم يفكر بتأمين ملاذ آمن له ولأولاده بعد تعذر العودة إلى بلدهم في ظل عدم اهتمام دولي لمعالجة هذا الملف الذي بدأ يرهق لبنان كما يرهق الدول التي يتجهون إليها”،
ورأى أن “بإمكان الحكومة أن تمنع ذلك من خلال تشديد الرقابة على على الشاطئ اللبناني والقضاء على المافيات، لكن ذلك يتطلب أموالا وأجهزة رصد مشددة”، مذكّراً بأن “أكثر من عشرة مليون مواطن سوري أُجبِرُوا على مغادرة بلادهم بالقوة وهؤلاء أصبحوا يشكلون عبئا وجودياً على الدول التي يتواجدون فيها مثل لبنان ولا بد من معالجة هذا الملف”.
الهبر تطرق في حديثه مع “الأنباء” الإلكترونية الى الوضع الميداني، فلفت إلى ما وصفه بأن “هناك قوتين في المنطقة هما ايران واسرائيل. إيران لديها أذرعها في المنطقة وهي تصنع السلاح وترسله لحلفائها الذين ينفذون أوامرها. أما إسرائيل فهي تخوض حرباً مع ايران، التي تحارب بدماء اللبنانيين وبآخر نقطة دم في غزة”، وفق رأيه، مستبعداً أن “تقوم ايران بأي رد على الغارة التي استهدفت قنصليتها في دمشق لأن المستفيد الأكبر من هذه الحرب هي ايران نفسها”، معتبرا أنها “وراء إشعال الحرب في غزة للثأر من إسرائيل التى تهشمت صورتها في هذه الحرب وخسرت أكثر من ثلاثة آلاف قتيل”.
الى ذلك، استحوذت زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى فرنسا بالاهتمام رغم عدم الاعلان عن برنامج لقاءاته، غير أن مراقبين ربطوها بالمساعي التي تقوم بها الخماسية وبعملها على ما بات يعرف بالخيار الثالث رئاسياً.
فهل تحرك الزيارة المياه الراكدة وتفتح كوة في جدار الازمة الرئاسية؟