على وقع التّصعيد الإسرائيلي المتواصل عند الحدود الجنوبية، إرتفعت في الأيام الماضية وتيرة الأحداث الأمنية المتنقّلة بين منطقة وأخرى، بالتزامن مع حملات تحريض وتخوين متصاعدة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فيما أجمعت المواقف وخطب “عيد الفطر” السعيد، على ضرورة عدم السقوط في فخّ من يريد استدراج البلاد إلى فتنة داخلية.
إعتداء على مكتب “القومي”
أمنياً أيضاً، وفي حادثة أثارت الريبة بتوقيتها وأسلوبها، حطّم مجهولون محتويات مكتب منفذية “الحزب السوري القومي الاجتماعي” في جديتا بالبقاع الأوسط، وحاولوا إحراقه، قبل أن يلوذوا بالفرار، تاركين خلفهم علم “القوات اللبنانية”، بهدف توجيه أصابع الاتّهام الى الحزب.
إلا أنّ منسقية زحلة في “القوات” سارعت إلى استنكار الحادثة ومحاولة إلصاق هذا العمل بحزب “القوات اللبنانية”، ودعت إلى مواجهة الفتنة المتنقلة بين المناطق اللبنانية.
بدوره، دان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ما حصل، وقال في بيان إنّه تواصل مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي شجب هذا الحادث، نافياً أي علاقة لـ “القوات” به.
كما اعتبر ميقاتي أنّ الوضع القائم لا يحتمل إحياء خلافات سياسيّة وانقسامات حزبيّة ليس أوانها، بل “يتطلّب عدم السماح للمتربّصين شرّاً بالبلد ومفتعلي الفتن بتحقيق مآربهم”.
جريمة بيت مري
في الغضون، وفي أحدث حلقات الأمن المتفلّت، تبيّن أنّ محمد سرور، الذي عثر على جثّته ليل الثلثاء داخل فيلا، تمّ استدراجه اليها في بيت مري، كان مشمولاً بالعقوبات الأميركية، لاتّهامه مع آخرين، بتسهيل نقل أموال من إيران إلى الجناح العسكري لحركة حماس.
وفيما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر أمني، قوله إنّ سرور تعرّض، قبل قتله، لاستجواب عنيف وليس لمحاولة سرقة، رجّحت وسائل إعلام إسرائيلية أن يكون جهاز “الموساد” وراء عملية تصفيته.
أمّا عائلة سرور فعقدت مؤتمراً صحافياً حذّرت فيه من مغبّة التعاطي مع الجريمة كحادثة عابرة.
خطب العيد
مسلسل الفلتان الأمني والجرائم المتنقّلة حضرت بقوة في خطب “عيد الفطر” السعيد، حيث قال أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي، من جامع محمد الأمين في وسط بيروت: “كفانا لغة التخوين والتخوين المقابل… ينبغي أن نكون على قدر عال من الوعي حتى لا ننزلق الى أي فتنة من الفتن”.
الشيخ أمين الكردي يلقي خطبة العيد في مسجد محمد الأمين أمس.
مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، سأل في خطبة العيد: “أما آن للمسؤولين الصائمين عن تحمّل مسؤوليتهم، أن يفطروا؟”، واعتبر أنّ الوقت حان لانتخاب رئيس وانتظام عمل المجالس والمؤسسات والإدارات، واجتثاث الفساد، ونشر الأمن وحماية أرواح الناس.
في حين حذّر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة العيد، “من الشحن الطائفي وأخذ البلد نحو فتنة شوارع وطوائف”.
أمّا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، فاعتبر بدوره أنّ البلاد تقف على حافة الخطر والانهيار ولا تتحمّل مغامرات الحروب المدمّرة ولا أي صراع داخلي أو خلل أمني، داعياً الى “ضبط النفس ومعالجة الإشكالات والقضايا المستجدَّة برويَّةٍ وروحٍ وطنيّة”.
“اليونيفيل” تحذّر
وفي أوّل أيام عيد الفطر المبارك، لم تهدأ جبهة الجنوب اللبناني، حيث كانت بعض القرى هدفاً لقصف إسرائيلي جوّي ومدفعيّ، في مقابل سلسلة عمليات نفّذها “حزب الله” على مواقع عسكرية إسرائيلية.
في الغضون، دعا رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، بمناسبة عيد الفطر، إلى وقف الأعمال العدائية والتحرّك نحو وقف دائم لإطلاق النار، مشيراً إلى أنّ “خطر التصعيد حقيقي، ولا يوجد حلّ عسكري للمواجهة والعنف الحاليين”.
ومن اليونان، حيث اختتم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، زيارته بسلسلة لقاءات، تمنّى خلالها على أثينا التنسيق مع دول أخرى لتطبيق كامل لقرار مجلس الامن ١٧٠١، وأكّد سعي لبنان لخفض التّصعيد عند حدوده الجنوبية “منعاً لاستدراجه الى حرب لا يرغب بها ولا يسعى اليها”.
وفي قطاع غزة، لم تنجح الوساطات في التوصّل الى هدنة جديدة بين حركة حماس وإسرائيل، التي صعّدت وتيرة القصف في أوّل أيّام “الفطر”، فاستهدفت سيارة في مخيّم الشاطئ، ما أدّى الى مقتل ثلاثة من أبناء رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية، وثلاثة من أحفاده.
خامنئي يتوعّد إسرائيل
وفي إيران، توعّد المرشد الأعلى علي خامنئي، إسرائيل مجدّداً بأنّها سوف “تنال العقاب”، على الخطأ الذي ارتكبته بقصف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
وعلى الفور، ردّ وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس، على خامنئي، بمنشور كتبه عبر منصّة “اكس” باللغة الفارسية، قال فيه: “إذا هاجمت إيران من أراضيها، فإن إسرائيل ستردّ وتهاجم في إيران”