بعد ثلاثة عشر يوماً على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، ردّت إيران بهجوم مباشر هو الأوّل من نوعه، وضع المنطقة برمّتها في حال تأهّب ليل السبت – الأحد.
“الحرس الثوري الإيراني” الذي سمّى العملية “الوعد الصادق”، أكّد إطلاق عشرات المسيّرات والصواريخ على “أهداف محدّدة” في إسرائيل، وذلك بالتزامن مع إطلاق “حزب الله” عشرات صواريخ “الكاتيوشا” باتّجاه هضبة الجولان، وإطلاق “الحوثيين” في اليمن مسيّرات نحو الأراضي الإسرائيلية.
الصواريخ في طريقها الى اسرائيل (أ ف ب)
الصواريخ والمسيّرات الإيرانية التي عبرت فوق عدد من دول المنطقة، بينها لبنان وسوريا والأردن والعراق، سقط عدد كبير منها في القدس والنقب، حيث اصيبت قاعدة عسكرية اسرائيلية، قال “الحرس الثوري” إنّها كانت منطلقاً للضربة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق.
كما اعترض الجيشان الاردني والأميركي عدداً من الصواريخ والمسيّرات الإيرانية حين كانت في طريقها الى اسرائيل.
وبسبب هذه التطوّرات، أعلنت كلّ من اسرائيل والاردن والعراق ولبنان إغلاق مجالاتها الجوية.
وبعد ساعات على انطلاق العملية، قال “الحرس الثوري” في بيان فجر الأحد، إنّه هاجم أهدافاً عسكرية مهمّة للجيش الاسرائيلي، ونجح في ضربها وتدميرها.
هذا ونقلت وكالة “فارس” الايرانية عن مصدر مطّلع قوله إنّ الهجوم الإيراني سيكون على مراحل عدّة، وكل واحدة أشدّ من سابقتها.
في المقابل، كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، أنّ إيران أطلقت “سرباً كثيفاً مكوّناً من 200 طائرة مسيّرة فتّاكة وصواريخ باليستية وصواريخ كروز”، معلناً اعتراض “الغالبية العظمى” منها.
اجتماع عاجل للحكومة الاسرائيلية
وفيما عقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً طارئاً لحكومته لدرس خيارات الردّ على العملية الايرانية، دعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي، وإدانة الهجوم الإيراني وإعلان “الحرس الثوري” منظمة إرهابية. وعلى الفور تقرّر عقد جلسة لمجلس الأمن اليوم الأحد.
في ضوء هذه التطورات، قطع الرئيس الأميركي جو بايدن، عطلة نهاية الأسبوع وعاد إلى البيت الأبيض، حيث أجرى مشاورات عاجلة مع فريقه للأمن القومي، تعهّد بعدها بتوفير دعم ثابت لإسرائيل في وجه تهديدات ايران ووكلائها.
كما اتّصل الرئيس الأميركي بنتنياهو، وطلب منه بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، عدم الردّ على الهجوم الإيراني.
بايدن مع فريقه للأمن القومي (أ ف ب)
أمّا المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، فاعتبر أنّ الهجوم الإيراني على إسرائيل يظهر “الضعف الكبير” للولايات المتحدة في عهد بايدن.
بدوره، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هذا التصعيد الخطير، داعياً إلى “وقف فوري لهذه الأعمال العدائية”.
مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل ندّد بهذا التصعيد غير المسبوق الذي يشكل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي.
الحكومة البريطانية أعلنت إرسال مقاتلات إضافية إلى الشرق الأوسط مؤكدةً أنها ستعترض أيّ هجوم جويّ “إذا لزم الأمر”.
في حين، ندّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالهجوم الإيراني “المتهوّر”، مؤكداً العمل على ضمان استقرار الوضع والحؤول دون تصعيد إضافي.
وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه اشار الى أن إيران تجاوزت “عتبة جديدة في أفعالها الهادفة إلى زعزعة الاستقرار وتُجازف بحصول تصعيد عسكري”.
وفيما حذرت ألمانيا من أن الهجوم الإيراني قد “يغرق منطقة بكاملها في الفوضى”، أعلن وزير الخارجيّة الإيطالي أنطونيو تاياني أنّ بلاده تتابع الوضع “باهتمام وقلق”.
عربياً، أعربت المملكة العربية السعودية عن بالغ قلقها جرّاء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته، ودعت الأطراف كافّة للتحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.
في وقت، حذرت مصر من “خطر التوسّع الإقليمي للنزاع”، ودعت “إلى أقصى درجات ضبط النفس”.