كعادته حيثما حلّ، أثار رئيس «التيّار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل خلال جولته في مدينة جزين ضجّة حول مواقفه السياسية التي أطلقها، وتوقيت الزيارة تحت عنوان الإنماء، وقد رافقه فيها وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، والنائبان السابقان أمل أبو زيد وسليم خوري، ورئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش وعدد من أنصار «التيّار».
اللافت في الزيارة أمران: الأول، استهلالها بزيارة النائب السابق إبراهيم عازار في منزله، وهو القريب من رئيس مجلس النواب وحركة «أمل» نبيه برّي، وقد خاض الانتخابات النيابية الأخيرة متنافساً ضدّ لائحة «التيار البرتقالي»، وقد فسّرها مراقبون بأنها رسالة إلى الآخرين بإمكانية بناء تحالف مستقبلي معه، سواء أكان نيابياً أم بلدياً أم اختيارياً، وإن كان من المبكّر الحديث عنه الآن.
والثاني، ما أثاره النائب السابق زياد أسود حول ظهور مسلّحين وملثّمين خلال زيارة باسيل جزين، إذ كتب على «فايسبوك»: «مش بجزين بينزل مسلّحين وملثّمين وبيوقفوا الناس وبيتطاولوا علينا،… انسَ الصفعة الجديدة والبهدلة المكررة وخبّر الجنرال حقيقة شو شفت وشو انطباعك الجديد. تكرم وشكراً لأهل جزين ومنطقتها لأنهم مرة جديدة حافظوا على كرامتنا وردّوا الاعتبار وحطّوا حدّ للكذب عليهم وللتآمر والنميمة والنمامين».
وذكّر أسود بـ»زيارة في نيسان 2018 قام بها وفد كبير من التياريين إلى القصر الجمهوري بناءً على طلب فخامته وموضوعها الانتخابات النيابية»، وقال: «سمع الوفد كلاماً واضحاً عن وجوب إقفال البيوتات السياسية والعائلات لأنها فاسدة… وضرورة الانتخاب ضدّها حتى لو راحت الأصوات لـ»القوات»، مع استغراب من فخامته كلّي وحرفيته… كيف بعد في مسيحيين بينتخبوا هيك ناس… نسي جبران عمّه شو كان يقول، وكيف يدفع نحو معارك بين البيوت وأبناء المدن لأسباب خاصة به، واليوم يمحوها لأنه لا يملك جرأة التصحيح والتبني وإعادة النظر بمواقف عمّه و»التيار» إذا اقتضى الأمر».
وكان باسيل، اعتبر خلال زيارته جزين، أنّ «العقل التخريبي لن يساعدنا كي نتقدّم»، مشيراً إلى أنّ «كلّ شخص يقاوم في الحرب على طريقته وهذه طريقتنا في المقاومة، وهي البناء». وقال: «علينا أن نؤمن أن دورنا هو الوصل والجمع وليس التقسيم والتجزيء». وأضاف: «تخيّلوا أن تكون جزين منغلقة على نفسها، لا يوجد مكان في لبنان إلا وهو متداخل ببعضه فكيف نفكّر في تقسيمه؟ قوتنا بانفتاحنا من دون أن نذوب في غيرنا ونبقى نحن والآخر ونبقى قابلين لغيرنا».
وأكّد أنّ في «التيار أيادي بيضاء وأيادي خشنة، وعندما يوسّخ أحد ما يديه داخل التيار يصبح خارجه». وقال»إنّنا في التيار لا نعرف لا اليدين ولا القلوب ولا الأخلاق الوسخة، ونأمل أن نستطيع أن نربّي شبابنا على الأفكار التي تربّينا عليها، وكان من الطبيعي أن نقف ضدّ أيّ وجود غريب أو طائفي».