بعد أخذ وردّ ومراجعات وتسريبات غير دقيقة، خرج الدخان الأبيض من وزارة التربية بتحديد مواعيد الامتحان الموحّد أو «الاختبار الوطني» لشهادة البريفيه، وشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، ابتداءً من 24 حزيران، بناءً على تمنّيات روابط التعليم.
المواعيد لم تترافق مع صدور آليات وتفاصيل إجرائية للاستحقاق، ومع تدبير خاص للامتحانات الرسمية لمحافظة الجنوب خصوصاً. وأظهر جدول المواعيد أنه لن تكون هناك مواد اختيارية فعلاً، إذ عاد عدد أيام الامتحانات إلى ما كان عليه في السابق، أي 4 أيام للشهادة المتوسطة، و5 أيام للثانوية العامة، بحيث تبدأ امتحانات البريفيه في 24 حزيران وتنتهي في 27 منه، فيما تنطلق الثانوية العامة في 29 حزيران وتنتهي في 5 تموز. وسيسمح لأصحاب الطلبات الحرة بالتقدم للاختبار الوطني، وهو أمر لم يكن محسوماً من قبل.
وكانت الأيام الماضية قد شهدت تضارباً في التسريبات لجهة مواعيد الامتحانات، ما خلق بلبلة في صفوف الطلاب والأساتذة، إذ أعلن رئيس اللجان الفاحصة في الامتحانات، المدير العام للتربية عماد الأشقر، في حديث تلفزيوني، أن الامتحانات ستنطلق بين 8 و10 حزيران، ثم تراجع عن هذا الموعد بناءً على مراجعات الروابط التي سرّبت هي الأخرى بأن الامتحانات ستكون في النصف الثاني من حزيران. كما أجرى المركز التربوي للبحوث والإنماء استبياناً بالإلغاءات والتقليصات في المحاور التعليمية من دون أن يشارك الأساتذة في نتائجه، ثم أعلن الدروس المطلوبة التي تركت استفسارات في صفوف التربويين، ولا سيما لجهة أن هناك دروساً ألغيت في آخر لحظة وكانت معتمدة سابقاً، وبالعكس.
أما المواعيد الجديدة للامتحانات التي ستكون بعد عيد الأضحى فأتت مذيّلة بتوقيع الأشقر، والجميع لا يزال ينتظر عودة وزير التربية، عباس الحلبي، من جولته في الخارج غداً ليبنى على الشيء مقتضاه، ولمعرفة ما إذا كان الجدول سيكون قابلاً لأيّ تعديل وفقاً للتطورات، وإن كان التربويون ينتظرون أن يكون أيّ تدبير تريد أن تأخذه الوزارة واضحاً وشفافاً وبعيداً عن أيّ ارتجال وضبابية، ومنعاً لأيّ ارتباك في صفوف الممتحنين وتجنّباً لأيّ توتير لهم.
تبقى بعض الأسئلة بلا أجوبة: هل يخضع طلاب الجنوب للاختبار الوطني، وهل يبقى التدبير الخاص بهم أسير المستجدّات الأمنية؟ وهل سيكون هناك تدبير خاص للتلامذة النازحين السوريين على خلفيّة التأخّر في إنجاز البرامج نتيجة تأخّر انطلاق العام الدراسي في دوام بعد الظهر؟