السرعة ليست أهم شيء في المقاتلة الجوية، بل هناك أشياء أكثر أهمية مثل الأسلحة والتخفي والقدرة على المناورة، التي تمثل أهمية كبيرة في القتال الجوي الكبير، في هذا التقرير نرصد .
وعندما يتعلق الأمر بالطيران العسكري، فإن قدرة الطائرات المقاتلة على التفوق على الخصوم أمر بالغ الأهمية، والمناورة ما زالت واحدة من أهم الأدوات لتحقيق ذلك، ولذلك فإن السباق حول أكثر المقاتلات رشاقةً في العالم قد يكون أهم من السباق حول أسرع المقاتلات في العالم.
هكذا يثبت التاريخ أن المناورة أهم من السرعة
فعندما خرجت المقاتلة الأمريكية الشهيرة إف 4 فانتوم إلى النور، كانت تتميز برادار قوي وسرعة عالية وصواريخ بعيدة المدى، دون تركيز على المناورة القريبة، ولكن على أرض الواقع تألقت المقاتلة السوفييتية الأقدم ميغ 21، أمام الفانتوم بفضل قدراتها على المناورة خلال حرب فيتنام.
ورغم تطور الرادارات والصواريخ جو-جو بعيدة المدى، بشكل كبير، ولكن الكثير من الخبراء (لا سيما المخططين الروس)، يؤمنون بأنه في أي معركة جوية حديثة، فإن المقاتلات سوف تمطر بعضها بعضاً عن بعد دون أن تصيب هدفها، وستقترب من بعضها بعضاً لتخوض معركة قتال جوي قريبة المعروف بالإنجليزية باسم قتال الكلاب (Dog Fighting).
ويتم تحديد القدرة على المناورة من خلال خفة الحركة والدقة التي تتمتع بها الطائرة المقاتلة في تنفيذ مناورات جوية معقدة، والتي تلعب دوراً محورياً في سيناريوهات القتال.
ما الذي يجعل الطائرة قادرة على المناورة؟
تأتي القدرة على المناورة من عوامل مثل التصميم الديناميكي الهوائي، وقوة المحرك، وأنظمة التحكم في الطيران كلها تساهم في قدرات المناورة للطائرة المقاتلة، حسبما ورد في تقرير لموقع Simple Flying.
من بين العوامل تصميم الطائرة ونسبة الوزن للقوة وسرعة التسلق وسقف الخدمة وسرعة الطواف الخارق (Supercruise) والمقصود به التحليق بسرعة الصوت بدون استخدام الحارق اللاحق؛ ما يوفر الوقود ويسمح للطائرة بالسير لسرعات كبيرة لفترة طويلة.
وهناك أيضاً حدود تحمل الجاذبية (G-limit) وهي الحد الأقصى لمقدار القوة أو التسارع الذي يمكن أن تتحمله الطائرة دون المخاطرة بأضرار هيكلية أو تجاوز قدراتها التصميمية، وهي تحدد مدى قدرة الطائرة على المناورة ونطاق التشغيل الآمن للطائرة وهي ضرورية لضمان سلامة الطائرة وركابها أثناء المناورات.
تتيح حدود G العالية للطائرة إجراء مناورات أكثر عدوانية دون المخاطرة بأضرار هيكلية أو المساس بالسلامة. مع حدود G الأعلى، يمكن للطيارين إخضاع الطائرة لقوى تسارع أكبر، مما يتيح دوراناً أكثر حدة وحلقات أكثر إحكاماً ومناورات جوية.
تتمتع طائرة FA-18 Hornet الأمريكية بقدرة ممتازة على المناورة الهجومية بزاوية عالية، والتي تُعزى إلى ميزة تصميمها التي تسمى “Leading-Edge Extensions” (LEX). أي امتدادات الحافة الأمامية عبر هياكل ديناميكية هوائية عند الحواف الأمامية للأجنحة تساعد على تحسين رفع الطائرة وإمكانية التحكم فيها، خاصة أثناء مناورات الهجوم ذات الزاوية العالية، حسب موقع Gitnux.
ومن خلال استخدام LEX، فإن طائرة FA-18 Hornet قادرة على أداء مناورات معقدة وعالية السرعة بدقة وثبات، مما يميزها كطائرة مقاتلة عالية الأداء.
ولكن الطائرة ليست سرعتها كبيرة ونسبة القوة للوزن ليست كبيرة أيضاً.
السرعة القصوى: السرعة القصوى: 1.6 ماخ.
سقف الخدمة: 15.940 كلم
معدل التسلق: 44882 قدم/دقيقة.
الدفع/الوزن: 0.93
عامل الحمولة التصميمي: عامل G: 7.5 (منخفض نسبياً).
إف 16: صغيرة القوات الجوية الأمريكية تتمتع بنسبة قوة لوزن عالية
تتمتع الطائرة الأمريكية General Dynamics F-16 Fighting Falcon بنسبة دفع إلى وزن أكبر من واحد، يعني ذلك أن مقدار الدفع الناتج عن محركها (محركاتها) أكبر من الوزن الإجمالي للطائرة. هذه الخاصية مهمة لأنها تزبد قدرة الطائرة على التسارع، والتسلق بسرعة، وتنفيذ مناورات رشيقة أثناء الطيران.
فمن المرغوب فيه أن تكون نسبة الدفع إلى الوزن أكبر من واحد في الطائرات العسكرية.
ويسمح لها ذلك بالتغلب على الخصوم في المواقف القتالية، وتجنب التهديدات بشكل فعال.
السرعة القصوى: 2.05 ماخ
سقف الخدمة: 15 كلم
معدل اللف: 324 درجة/ثانية
الدفع/الوزن: 1.095 مع الوزن الإجمالي و1.24 مع الوزن المحمل بـ50% بوقود داخلي
الإف 35 الأمريكية.. تألق في الشبحية وشكوك حول المناورة
تم تجهيز طائرة Lockheed Martin F-35 Lightning II بمحرك بقوة 40 ألف رطل، والذي يوفر قدرة كبيرة على المناورة على الرغم من تصميمها الذي يركز على التخفي، مما يمكّنها من أداء مناورات رشيقة والحفاظ على مستوى عالٍ من السرعة والتسارع أثناء عمليات الطيران.
هذا المزيج من ميزات التخفي مع الدفع القوي يسلط الضوء على تعدد استخدامات الطائرة في المواقف القتالية، مما يسمح لها بالتهرب بشكل فعال من الكشف أثناء توجيه ضربات تكتيكية سريعة ودقيقة.
لكن توجه بعض الانتقادات لسرعة الطائرة وتشاع شكوك من بعض الخبراء حول قدرتها على المناورة وأنها تركز بدلاً من ذلك على التخفي وتكنولوجيا الوعي والرصد ومشاركة الاتصالات.
السرعة القصوى: 1.6 ماخ على ارتفاعات عالية.
سقف الخدمة: 15 كلم
الدفع/الوزن: 0.87 عند الوزن الإجمالي، و1.07 عند الوزن المحمل مع 50% وقود داخلي.
المقاتلة الصينية جي 10: تنين الصين القوي
تتمتع طائرة Chengdu J-10 الصينية بقدرة رائعة على المناورة بسبب تصميمها وقدرة محركها عالي الدفع.
وتشير المعلومات إلى قدرتها على تغيير الارتفاع والاتجاه، وتساعد الجنيحات في هذه الطائرة على تعزيز الاستقرار والتحكم أثناء الطيران. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المحرك القوي للطائرة دفعاً قوياً، مما يسمح لها بتنفيذ المنعطفات الحادة والمناورات المعقدة الأخرى بشكل أكثر فعالية.
بشكل عام، من المحتمل أن يساهم هذا المزيج من ميزات التصميم في Chengdu J-10 في تعزيز سمعتها فيما يتعلق بالقدرة العالية على المناورة في ظروف الطيران المختلفة.
السرعة القصوى: 1.8 ماخ
سقف الخدمة: 18 كلم
معدل التسلق: 300 م/ث
الدفع/الوزن: 1.04
ميغ 35 الروسية.. سليلة الميغ 29 فائقة الرشاقة التي لم تحقق نجاحاً تجارياً
ميغ 35 هي نسخة متطورة من الطائرة الروسية الشهيرة ميغ 29، ولكنها لم تحقق نجاحاً في البيع خارج روسيا وحتى داخلها في ظل منافسة شقيقتها الكبرى سوخوي 35 القوية، ورغم ذلك فإنها تعد من .
تبلغ السرعة القصوى لهذه الطائرة (2.400 كم/ساعة، 2.25 ماخ)، مما يجعلها واحدة من أسرع الطائرات المقاتلة وأكثرها قدرة على المناورة في العالم.
وتتمتع أيضاً بمعدل تسلق عال للغاية يبلغ: 330 متراً/ثانية
ولذا تعد من أكثر المقاتلات مرونة على مستوى العالم، أثناء المواقف القتالية، ويفترض أنه ستكون مزودة بتوجيه دفع متغير الاتجاه يزيد من قدرتها على تغيير اتجاهها خلال المعارك.
رافال الفرنسية بطيئة ولكن تتمتع بقدرة مناورة عالية
رغم بطء داسو رافال الفرنسية سواء في السرعة أو التسارع، ولكنها تتمتع بمعدل دوران مرتفع ومستدام، بحوالي 30 درجة في الثانية، وهو ضروري للقدرة على المناورة، وهذا ما جعلها تتواجد في مكانة جيدة في قائمة .
يعد معدل الدوران المرتفع المستمر هذا سمة حاسمة لقدرة الطائرة على المناورة أثناء القتال الجوي؛ لأنه يسمح للطائرة بتغيير اتجاهها بسرعة أو التهرب من تهديدات العدو.
ويتيح معدل الدوران المرتفع للرافال التفوق على الخصوم، والحفاظ على ميزة تكتيكية في المعارك الجوية، والتنقل بفاعلية في المجالات الجوية المعقدة. بشكل عام، خاصة في القتال القريب.
السرعة القصوى: 2.25 ماخ على سرعات عالية
سقف الخدمة: 16000 م (52000 قدم)
معدل التسلق: 304.8 متر/الثانية
نسبة الدفع للوزن: 0.988
يورو فايتر تايفون.. قدرات عالية على المناورة في السرعات والارتفاعات
تعد طائرة يوروفايتر تايفون، التي تصنع من قبل كونسورتيوم أوروبي يضم بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا واحدة من ومن أفضلها في المناورة.
وتظهر قدرة استثنائية على المناورة وعدم الاستقرار (ظاهرة تساعد على زيادة القدرة على المناورة). وهذا يعني أن يوروفايتر تايفون صممت لتكون قادرة على أداء مناورات جوية معقدة بسرعة ودقة، مما يسمح لها بالتغلب على التهديدات المحتملة في المواقف القتالية.
الهندسة والتكنولوجيا المتقدمة المدمجة في يوروفايتر تايفون تجعلها طائرة مقاتلة هائلة ورشيقة، ويعتقد أنها تتفوق على الرافال في المناورات التي تتطلب سرعة وارتفاع عاليين، بينما منافستها الفرنسية رافال تتفوق في المناورات الأقرب والأبطأ.
السرعة القصوى: 2.125 كم/ساعة (2.35 ماخ).
معدل التسلق: 315 م/ث
سقف الخدمة: 19.812 كلم
الدفع/الوزن: 1.15 (نسبة جيدة للغاية).
سوخوي 35: المقاتلة الروسية الضاربة التي تعد ملكة المناورات
تعد أقوى مقاتلة روسية عاملة وهي القوة الضاربة لسلاح الجو الروسي في حرب أوكرانيا، وينظر لها على أنها من .
وتعد سوخوي 35 النسخة الأحدث من عائلة فلانكر التي بدأت بالمقاتلة الشهيرة سوخوي 27، واكتسبت سوخوي 27 شهرة كبيرة في الغرب، بقدرتها الاستثنائية على المناورة التي تفوق منافساتها الغربيات، ومنها مناورة الكوبرا الشهيرة التي أدتها بمعرض باريس في واقعة شهيرة عام 1989، حيث أبهرت الطائرة متابعيها الغربيين عندما انقلبت على عقبيها ليدور أنفها دورة شبه كاملة ويرتفع لأعلى كأنها تقف في السماء، بزاوية 120 درجة، وهي مناورة كان يُنظر إليها على أنها مستحيلة، ويُفترض نظرياً أنها تعطيها أفضلية في أي قتال جوي قريب، رغم أن هذه المناورة لم تختبر عملياً بعد.
جزء من قدرات الطائرة سوخوي 35 العالية على المناورة بخفة فائقة بسبب قدرتها على توجيه الدفع ثلاثي الأبعاد، مما يمكّنها من أداء مناورات ديناميكية للغاية وتحقيق رشاقة فائقة في الهواء، ويجعلها تتفوق على باقي فلانكر.
وتمنح هذه القدرة Su-35 ميزة كبيرة في مواقف القتال الجوي القريب، حيث يمكنها التفوق في المناورة على الطائرات الأخرى ذات أنظمة الدفع التقليدية.
السرعة القصوى: 2400 كم/ساعة أي 2.25 ماخ على ارتفاعات عالية
سقف الخدمة: 18000 م (59000 قدم)
معدل التسلق: 280 م/ث
الدفع/الوزن: 1.13 مع 50% وقود، و0.92 مع الوقود الداخلي الكامل
إف 22 رابتور: الأمريكيون يقولون إنه لا مثيل لها في المناورة
يقول الأمريكيون إن الطائرة F-22 Raptor، هي الأكثر شبحية وقدرة على المناورة على وجه الأرض مع فوهات توجيه الدفع المتغير، التي تسمح بالتحكم في اتجاه دفعها، مما يوفر للطائرة خفة حركة مذهلة وقدرات مناورة في سيناريوهات الطيران المختلفة، ورشاقة لا تصدق.
وتعمل هذه الميزة على تعزيز أداء الطائرة F-22 في المواقف القتالية، مما يمكنها من تنفيذ مناورات جوية معقدة والتغلب على التهديدات المحتملة بفاعلية.
طائرة مقاتلة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز F-22 رابتور تؤدي عرضاً قبل المعرض الدولي للطيران والفضاء (FIDAE) في مطار سانتياغو الدولي في تشيلي في 8 أبريل/نيسان 2024-رويترز
وبشكل عام، ينظر لـF-22 رابتور أنها الأفضل في الترسانة الأمريكية بل على مستوى العالم، ولكن يعيبها غلو ثمنها وارتفاع تكلفة الصيانة وصعوبتها.
السرعة القصوى: 2.25 ماخ، (2414 كم/ساعة) على ارتفاعات عالية.
السرعة في الطواف الخارق : 1.82 (الأعلى بين كل مقاتلات العالم).
سقف الخدمة:20 كلم.
نسبة الدفع للوزن: 1.08 (1.25 مع الوزن المحمّل و50% وقود داخلي).
سوخوي 57: أول طائرة شبحية روسية وتوقعات بأن لها قدرات استثنائية في المناورة
سوخوي 57 هي أول طائرة شبحية روسية وهي النظير لمقاتلتي F-22 وF-35، الأمريكيتين، ودخلت الخدمة بشكل محدود.
والطائرات الروسية مشهورة بأنها تتسم بالقدرة العالية على المناورة، وفقاً للعقيدة الروسية التي تركز على القتال القريب.
ولذا يعتقد أنها تتمتع بقدرة فائقة على المناورة، وخصائص التخفي، وإلكترونيات الطيران المتقدمة.
وهذا يعني أن الطائرة Su-57 مصممة لتكون مرنة للغاية أثناء الطيران، وقادرة على أداء مناورات معقدة وديناميكية بسهولة. بالإضافة إلى ذلك.
والطائرة Su-57 مجهزة بتقنيات وأنظمة متطورة لدعم قدراتها الملاحية والاتصالات والاستهداف، مما قد يمنحها ميزة في مواقف الحرب الجوية الحديثة.
ويقول المحللون الغربيون إن قدرات سوخوي 57 على التخفي أقل من الأمريكيتين إف 22 وإف 35.
السرعة القصوى: 2 ماخ (2.135 كم/ساعة) على ارتفاعات عالية.
السرعة في الطواف الخارق: 1.3 ماخ.
سقف التحليق: 20 كلم.
الدفع/الوزن: 1.16 عند وزن الإقلاع الطبيعي و0.99 عند الوزن المحمّل بالوقود الكامل.
من يتصدر قائمة ؟
إلى حد كبير يمكن القول إنه يتنافس على صدارة قائمة ، كل من إف 22 الأمريكية وسوخوي 57 الروسية، (ومعهما بصورة أقل يورو فايتر الأوروبية وسوخوي 35 الروسية).
ويقول الأمريكيون إنه لا شيء يضاهي إف 22 في الشبحية، ويكاد يعترف الروس بذلك، ولكن فيما يتعلق بالقدرة على المناورة، فيدعي كل طرف التفوق، حيث يرى الأمريكيون أن إف 22 لا مثيل لها في المناورة وأنها بلا منازع، بفضل التوجيه المتغير ونسبة القوة للوزن العالية، والتصميم الديناميكي المتطور، بينما يرى الروس أن سوخوي 57 أفضل في المناورة، وهم يستندون هم ومؤيدوهم من بعض هواة الطيران في ذلك إلى إرث الروس الناجح في إنتاج مجموعة من عبر العصور بدءاً من ميغ 15 مروراً بميغ 21، وصولاً إلى سوخوي 35، خاصة أن سوخوي 57 تحمل بعض سمات تصميم عائلة فلانكر المشهورة بقدرتها الاستثنائية على المناورة.
ولأن الإف 22 ممنوعة من التصدير وفقاً للقوانين الأمريكية، والسوخوي 57 لم تدخل أية معارك بعد، فيعني ذلك أنه يجب أن تقع حرب بين أمريكا وروسيا لاختبار المقاتلتين وجهاً لوجه، وهذا أمر يستبعد حدوثه، وبالتالي قد يصعب تقديم إجابة نهائية لسؤال من يستحق لقب ، فستظل كل من القوتين روسيا وأمريكا، تدعي أنها مقاتلتها هي الأكثر قدرة على المناورة.