التصعيد الإسرائيلي الذي سُجل خلال الأيام الأخيرة بدا وكأنه تطوير لاستراتيجية العدوان نحو عمليات أوسع نطاقاً مما شهدته جبهة لبنان منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، إن كان بالمدى الجغرافي أو بالأهداف التي تستهدفها مسيّرات العدو. وما كان يعرف بقواعد الاشتباك، أظهرت الإعتداءات الأخيرة أنها تتغير يوماً بعد يوم بشكل تصاعدي.
وإذا كانت غارات الطيران الحربي الاسرائيلي في البقاع أو بالقرب من صيدا ليست مستجدة، إلا أن كثافتها أعطت إنطباعا عن نيات اسرائيل رفع وتيرة عدوانها. وأمس طالت الغارات أطراف النبي شيت بالقرب من بعلبك واستهدفت إحداها قياديا من حماس على الطريق الدولية بين لبنان وسوريا. بالمقابل فإن ردّ حزب الله على الاعتداءات الاسرائيلية جاء تصاعدياً وبعمق أكبر داخل شمال فلسطين المحتلة.
مصادر أمنية جددت التحذير عبر “الأنباء” الالكترونية من النوايا العدوانية لحكومة نتنياهو “ومحاولاتها اليائسة لتوسيع رقعة المواجهات مع لبنان، ومحاولة استدراج حزب الله الى حرب شاملة لحرف الأنظار عما يجري في رفح بعد تصميم حكومة العدو على اقتحامها رغم المعارضة الشديدة من قبل الرئيس الاميركي جو بايدن والمجموعة الأوروبية”.
المصادر أكدت أن “حزب الله أدخل أسلحة متطورة وذكية إلى أرض المعركة، وهذا من حقه للحفاظ على الصمود أمام آلة الدمار الإسرائيلية، لكنه لا يريد توسيع الحرب وهو مستعجل للوصول الى هدنة في غزة كي يضمن وقف الحرب”.
الا أن الواقع المحلي لا يحتاج فعلياً الى معجزة، بل الى قرار داخلي جريء من كل القوى السياسية بالذهاب الى الحوار المجدي والتواصل بين بعضهم البعض لتأمين التوافق الذي يضمن إنجاز الاستحقاقات الأساسية بدءا من رئاسة الجمهورية، إذ لا يعقل بحسب كلام الرئيس وليد جنبلاط أن نصل الى هذه المرحلة من “عدم التحدث الى الآخر”، مؤكداً أنه مع التسوية لإيجاد مخرج لما يمر به لبنان من أزمات محلية.
وفيما شدد جنبلاط على أنه “على كل السياسيين الالتقاء دون وضع فيتو على أحد”، تطرق الى الحرب في جنوب وغزة، قائلا: “حسبما فهمت من الرئيس نبيه بري هناك ١٣ نقطة عالقة اذا وُجد الحل لها حول الحدود يمكن أن يشكل مدخلاً لفصل المسارات”، داعياً الى ضرورة تعزيز المؤسسات الأمنية.
وحول أزمة النزوح، دعا جنبلاط الى ضرورة وقف العنصرية تجاه النازحين السوريين، مجدداً رفضه لطرح فتح البحار أمامهم.