استوضحت «الجمهورية» مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية حول ما تردّد عن احتمال أن ترعى فرنسا حوارا رئاسيا لبنانيا في باريس، فاكتفت بالقول ان هذه الفكرة محتملة من حيث المبدأ، ولكنها ليست جاهزة. حيث ان إنضاج الدعوة الى الحوار سواء في باريس او في بيروت إن أمكَن ذلك، مرتبط بمسار المحادثات التي ستجري، وتبعاً لمواقف الاطراف من قبول فكرة الحوار او عدمه تتقرر الخطوة التالية.
ورداً على سؤال قالت المصادر: الرئيس ايمانويل ماكرون يقارب الملف الرئاسي في لبنان كأولوية لديه، ويعمل في اتجاه الدفع به الى الامام، انطلاقاً من قناعة قوية لديه بأنّ الظرف مؤات لإحداث خرق رئاسي في لبنان، يؤدي الى انتخاب رئيس، يضع لبنان على سكة الحلول والاصلاحات المنتظرة منه، ويكون له دوره وحضوره الاساس في مفاوضات الحل السياسي التي تعني لبنان بالنسبة الى ما يتعلق بمنطقة حدوده الجنوبية.
والمعلوم في هذا السياق، انّ مبدأ عقد حوار رئاسي لا يحظى بإجماع لبناني عليه، حيث يتبدّى حياله الرفض الصريح له من قبل البطريركية المارونية، وكذاك من جهات سياسية وازنة في الشرع المسيحي مثل حزب «القوات اللبنانية» وكذلك التيار الوطني الحر الذي يرهن مشاركته في حوار رئاسي بإبعاد مرشحين معيّنين خارج النقاش على مائدة البحث. واذا كانت غاية باريس عقد حوار رئاسي ورعايته سواء في فرنسا او في قصر الصنوبر، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق: هل أن الاطراف التي رفضت الحوار الرئاسي من حيث المبدأ، وأكدت انّ جُل ما تريده هو حوار ونقاش بين الكتل النيابية خلال جلسة انتخاب رئاسية، يمكن لها أن تشارك في مثل هذا الحوار الذي يقال ان الفرنسيين يحضّرون له؟ ثم إن قرر هؤلاء المشاركة في الحوار الفرنسي، فبماذا يبررون الخروج على موقفهم الرافض مبدئياً لفكرة الحوار، وتعطيلهم لمبادرات الحوارات التي توالت على مدى أشهر التعطيل الرئاسي الـ18؟