تقرير إسرائيلي يحذر من الحرب مع “الحزب”.. “غزو لبنان لن يحل شيئاً”

شهدت الجبهة الشمالية تصعيدا متزايدا في اليومين الماضيين بين إسرائيل و”الحزب”، فيما لم تستمر التكهنات بقرب اشتعالها مع تصميم إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضرورة اجتثاث خطر الحزب لتأمين عودة آمنة لأهالي المستوطنات مع اقتراب عودة أبنائهم إلى المدراس.

وتنشط الحركة السياسية الأميركية والفرنسية تحديدا لتحاشي هذه الحرب المدمرة وتنشط في مقابلها تحليلات بين المتشائمة والمتفائلة وبين عدم جدوى هذه الحرب.

وآخر هذه التحليلات تقرير أعدته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، والتي تشير فيه إلى أنه في الوقت الذي يشتعل فيه الشمال، فإن “غزو لبنان لن يحل شيئا”، مضيفة أن إسرائيل “تحتاج إلى الوقت لبناء جيشها للاستعداد لحملة حاسمة ضد “الحزب””.

وأشار التقرير إلى أنه مع تعقد صفقة إطلاق سراح المختطفين لدى حماس وإنهاء الحرب في غزة، “لا توجد طريقة سهلة لإنهاء القتال في الجبهة الشمالية وإعادة السكان الإسرائيليين إلى بلداتهم التي تم إخلاؤها” بسبب القتال مع “الحزب”.

حرب طويلة ومعقدة جداً

وبحسب الصحيفة تقول كبيرة الباحثين بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أورنا مزراحي، إنه “كلما مر الوقت وتصاعد الصراع، زادت فرصة اندلاع الحرب”. وحذرت مزراحي من أنه “لهزيمة الحزب، تحتاج إسرائيل إلى حرب طويلة ومعقدة جدا”.

ويضيف التقرير أن مساعي الرئيس الأميركي جو بايدن، تتمثل في “بذل كل الجهود الممكنة لوضع حد للقتال في غزة، مما سيترتب عليه حرص كل من إسرائيل و”الحزب” على إنهاء صراع لا يمكن لأي منهما الفوز فيه”.

ويشير التقرير إلى أن التحديات التي سيواجهها الجيش الإسرائيلي في لبنان “ستكون أكبر” مقارنة بالوضع في غزة، حيث يمتلك “الحزب” “أسلحة مضادة للدبابات وطائرات بدون طيار هجومية أكثر تقدما”، بجانب “قدرة الجماعة الشيعية على استهداف الجيش الإسرائيلي على بعد كيلومترات في المناطق المفتوحة”.

وبحسب المحلل العسكري، الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، عيران أورتال، فيقول للصحيفة، إنه “لو كان هناك اعتقاد بأنه من الصواب خوض حرب ضد الحزب في 8 تشرين الأول، فإن الأمر بات أقل منطقية حاليًا”.

الثمن سيكون أكبر بكثير من الإنجاز

وأشار التقرير إلى أنه “في ظل قتال مئات الآلاف من الجنود ضد حماس منذ أكثر من 8 أشهر في غزة، فإنهم يستهلكون مخزون القذائف والقنابل الدقيقة وصواريخ القبة الحديدية”.

كما لفت إلى أن “الحزب استغل تلك الفترة في استهداف إسرائيل بالطائرات المسيّرة والأسلحة الأخرى التي حصل عليها من إيران، واستخدمها في دراسة الدفاعات الجوية الإسرائيلية”.

وأوضح أورتال: “لم نجهز أنفسنا بمزيد من القدرات الجديدة، ففي وقت نستهلك فيه مخزوننا، هم لديهم مخزون كامل”، محذرا من أن “الثمن سيكون أكبر بكثير من الإنجاز”.

تحركات أميركية

وكان موقع “أكسيوس” الإخباري، ذكر أمس الجمعة، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين اثنين، أن آموس هوكستين أحد كبار مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، سيصل إلى إسرائيل يوم الاثنين في مسعى لمنع التصعيد القائم بين إسرائيل وحزب الله من التحول إلى حرب شاملة.

وقال الموقع الإخباري إنه من المتوقع أن يلتقي هوكستين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت لبحث سبل تهدئة حدة التوتر بين إسرائيل و”الحزب”.

وأضاف مصدر مطلع لأكسيوس أن هوكستين قد يسافر أيضاً إلى بيروت لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين.

وقال مسؤولون إسرائيليون لأكيسوس، إن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى سيصل، الخميس المقبل، برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي إلى البيت الأبيض لإجراء محادثات حول لبنان وغزة والبرنامج النووي الإيراني.

جهود فرنسية

يأتي هذا بينما رفض وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة، مبادرة فرنسية جديدة لمحاولة احتواء التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية متهماً باريس بـ”العدائية” حيال إسرائيل، في تصريحات نددت بها الخارجية الإسرائيلية واعتبرتها “في غير محلها”.

وكتب غالانت في رسالة بالإنجليزية على منصة “إكس”: “فيما نخوض حرباً عادلة دفاعاً عن شعبنا، اعتمدت فرنسا سياسة عدائية حيال إسرائيل. وعبر قيامها بذلك، تتجاهل فرنسا الفظائع التي ترتكبها حماس”، مضيفاً: “إسرائيل لن تكون جزءا من الإطار الثلاثي الذي اقترحته فرنسا”.

والخميس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ستعمل ضمن إطار “ثلاثي” على خارطة طريق فرنسية هدفها احتواء التوترات شبه اليومية بين الجيش الإسرائيلي و”الحزب” على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وذلك منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة في 7 أكتوبر.

وتصاعدت حدة المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عقب مقتل القيادي البارز بالحزب طالب سامي عبد الله، بغارة إسرائيلية جنوب لبنان.

ومنذ الثامن من تشرين الأول، يعلن “الحزب” قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي بينما تردّ إسرائيل باستهداف ما تصفها بأنها “بنى تحتية” تابعة لـ”الحزب” وتحركات مقاتليه.

وأسفر التصعيد عن مقتل 470 شخصاً على الأقل في لبنان، بينهم 307 على الأقل من “الحزب”. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.​

اترك تعليق