–
تسرّبت معلومات مؤكدة عن أن «معظم السفارات الغربية، وخصوصاً الأوروبية، أجرت أخيراً مسحاً على طول الشاطئ اللبناني، واستكشفت المنافذ البحرية التي يُمكن إجلاء رعاياها عبرها»، في حال توسّع الحرب في الجنوب.
ويتزامن هذا التسريب مع موجة التهويل المستمرة، بمشاركة أطراف لبنانية، ومع دعوات دول غربية رعاياها لمغادرة لبنان بما يذكّر بالأجواء التي سادت في الأسابيع الأولى بعد السابع من تشرين الأول الماضي.
فقد حثت وزارة الخارجية الهولندية مواطنيها على مغادرة لبنان، «بسبب خطر التصعيد على الحدود مع إسرائيل».
كما طلبت السلطات الألمانية من رعاياها مغادرة لبنان «على الفور، وبشكل عاجل»، وذلك بعد يوم فقط على مغادرة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي زارت بيروت أول من أمس، آتية من كيان الاحتلال. وأكدت مصادر مطّلعة أن الوزيرة الألمانية «لم تحمِل أكثر ممّا حمله نظراؤها الغربيون، ومفاده أن إسرائيل تفكّر جدياً في توسيع الحرب، وأن أحداً في الغرب لن يستطيع ردّها».
بيروت : الأثاث غير المباع مقابل لا شيء تقريبًا!
الأثاث غير المباع
في المقابل، أعلن البيت الأبيض «أننا نعمل جاهدين من أجل تهدئة الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل عبر السبل الديبلوماسية»، وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بعد لقائه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب في بروكسيل، أنه «لا يمكن للبنان وإسرائيل والمنطقة تحمل حرب أخرى، سيتأثر الاتحاد الأوروبي بها». فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «المجتمع الدولي إلى تنبيه إسرائيل للآثار المدمرة لامتداد الصراع إلى لبنان».
وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني سيكون في بيروت قريباً في زيارةٍ محورها الأساسي الوضع الأمني في الجنوب لا الملف الرئاسي. ووفق مصادر متابعة، سيلتقي الموفد القطري حزب الله وحركة أمل وقادة أمنيين، للبحث معهم في إمكانية خفض التصعيد على الجبهة الجنوبية.
ووفق المعلومات، فإن زيارة آل ثاني «منسقة مع الإدارة الأميركية التي طلبت من الدوحة بذل مساعٍ في هذا الشأن، بعدما كان البحث فيه قد بدأ مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل الذي زار قطر مرتين أخيراً.
وتعوّل الإدارة الأميركية، وفق المصادر، على أن الضغوط القطرية على حركة «حماس» لقبول اقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء الحرب في قطاع غزة، إذا ترافقت مع تدخلٍ قطري أكبر على الساحة اللبنانية، وتحديداً مع «حزب الله»، يمكن أن تُحدث خرقاً يمنع الذهاب إلى حرب شاملة.
إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن لبنان يسعى بكل الوسائل لعدم تحويل البلاد ساحةً للنزاعات المسلحة انطلاقاً من الجنوب، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة لوضع حدّ لأطماع الاحتلال التوسعية.
ودعا بعد لقائه أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه «بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي».
وفيما ظهرت مواقف ميقاتي ملتبسة وشبيهة بالمواقف التي تحمّل المقاومة مسؤولية الحرب، علقت مصادر رئيس الحكومة بالتأكيد أن «المقصود بالكلام هو العدو الإسرائيلي الذي يحول المنطقة الى ساحة نزاعات ويرفض وقف الحرب في غزة».