يستمرّ العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على القرى الجنوبية، بشراً وحجراً، حتى المواشي والحيوانات لم تسلم منه، حيث استهدف هذه المرّة زريبة لإيواء الماعز في جبل طورا في منطقة جزين ونفوق أكثر من خمسمئة رأس، مدعياً استهداف مخزنٍ للسلاح تابع لحزب الله، فيما الصور الحية تدحض هذه الإدعاءات. وإذ ردَّ “الحزب” بعنف على هذه الاعتداءات، باستهدافه عدداً من المواقع العسكرية ومراكز للمخابرات في الجليل الأعلى وصفد وضواحي مدينة عكا، فإنه بذلك لا تبدو الأمور أنها قد تذهب نحو التهدئة في القريب العاجل.
وفي الإطار، وبينما لا تزال إسرائيل تعتمد أسلوب المناورة والتهرب في مفاوضات الهدنة الجارية في قطر بينها وحركة “حماس” من أجل كسب الوقت، أشارت مصادر مواكبة لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى تقدم بطيء بين الطرفين، ما يشي أن لا اتفاق لوقف إطلاق النار قبل ذهاب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إلى واشنطن وإلقاء خطابه أمام الكونغرس الأميركي، لكشف ما إذا كان يؤيد وجهة نظره لتوسيع رقعة الحرب.
في هذه الأثناء، تصدّر اليسار المشهد الفرنسي بعد فوزه الكبير في الانتخابات التشريعية. وقد توقعت مصادر أن توثّر النتائج بطبيعة الحال على الملف اللبناني، مع تبدل الحاصل في مجلس النواب الفرنسي، والذي قد يؤدي الى صعوبة في تشكيل حكومة جديدة فرنسية في ظل عدم حصول أي فريق على الاكثرية المطلقة. لكن المصادر شددت على أن فوز اليسار وتحالف الرئيس ايمانويل ماكرون يصب بطبيعة الحال في صالح لبنان، على خلاف الواقع فيما لو فاز اليمين المتطرف، وبالتالي فإن الاهتمام والدور الفرنسي بالملف اللبناني سيستمر وإن كان باندفاعة مختلفة ربما.
وعلى صعيد الوضع السياسي الداخلي، عُقد لقاء جمع رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في عين التينة، وذلك قُبيل الجلسة الحكومية. مصادر مواكبة علّقت على اللقاء باعتبار أنه يندرج في سياق اللقاءات الطبيعة من أجل التنسيق بين الرئاستين الثانية والثالثة للتداول في جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء، والاستماع الى رأي الرئيس بري قبل اتخاذ قرارات تتعلق بالأمور الحياتية والاقتصادية في البلاد، الى جانب تقييم الوضع الأمني في الجنوب.
هذا وبرز جديد على مستوى الاستحقاق الرئاسي، في ظل الحديث عن مبادرة جديدة سيطلقها نواب المعارضة، الذين ستجمعهم لقاءات مع عدد من القوى والكتل النيابية وسيكون الطبق الأساس على طاولة البحث هو الاستحقاق الرئاسي والحوار او التشاور المطروح وموقف المعارضة منه وفرص نجاحه وبأي شروط.
لا شكّ في أنَّ التغيّرات على الساحة الدولية ستنعكس على لبنان، إلّا أنَّ الحلّ الوحيد يبقى بتكاتف الكتل المعنية والذهاب نحو حوار مثمر لانتخاب رئيس للجمهورية يحمي البلد من تقلّبات المنطقة.