مخاوف دولية كبيرة ممّا يمكن أن تحمله الأسابيع القليلة المقبلة على صعيد المواجهة بين الحزب وإسرائيل. وهي مرحلة يمكن وصفها بالانتقالية داخل الإدارة الأميركية مع اقتراب لحظة الاستحقاق الرئاسي، وقبله مصير ترشيح الرئيس جو بايدن.
مصادر دبلوماسية مطّلعة في بيروت أبدت لـ”أساس” قلقها ومخاوفها من خطورة التطوّرات الأمنيّة والعسكرية خلال المرحلة الممتدّة من شهر تموز الحالي حتى مرحلة الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني المقبل لأنّه يمكن لرئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يستغلّ هذه المرحلة الضبابية للتفلّت من أيّ اتفاق قد يحصل حول الحرب في غزة ويأخذ المنطقة إلى تصعيد جديد غير محسوب .
أشارت هذه المصادر إلى أنّه في حال تمّ التوصّل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة أو لم يتمّ فإنّ منطق الاغتيالات قد يتقدّم على العمليات العسكرية المفتوحة أو الحرب الواسعة، وأنّ القيادة الإسرائيلية العسكرية تعمل على تحقيق إنجاز مهمّ في غزة عبر الوصول إلى قائدَي الحركة في القطاع يحيى السنوار ومحمد الضيف، وذلك للتعويض عن الفشل في القضاء على حركة حماس. وعلى الصعيد اللبناني فإنّ أسلوب الاغتيالات قد يتطوّر ويصل إلى القيادات السياسية العليا في الحزب، والهدف من وراء ذلك جرّ الحزب إلى ردّ فعل كبير بحيث يبدأ هو الحرب وتكون إسرائيل في موقع ردّة الفعل، وبذلك تحصل على دعم أميركي ودولي لشنّ حرب واسعة.
مصادر دبلوماسية مطّلعة أبدت قلقها ومخاوفها من خطورة التطوّرات الأمنيّة والعسكرية خلال المرحلة الممتدّة من شهر تموز الحالي حتى مرحلة الانتخابات الأميركية
لا مؤشّرات إلى وقف إطلاق النار
حول التطوّرات في غزة أوضحت المصادر الدبلوماسية لـ”أساس” أنّه حتى الآن لا توجد مؤشّرات حاسمة إلى الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة على الرغم من التقدّم الكبير في المفاوضات والضغط الأميركي والمصري والقطري على طرفَي النزاع، لكنّ القرار الإسرائيلي غير محسوم، وقد يعمد نتنياهو إلى الموافقة على وقف مؤقّت لإطلاق النار قبل زيارته أميركا في 24 تموز، لكنّه قد يعود إلى التصعيد العسكري بعد ذلك تحت عنوان القضاء على حركة حماس .
في المقابل تبدي الحركة وقوى الممانعة في غزة مرونة عالية في المفاوضات، لكنّها تعمل على تعزيز قدراتها العسكرية واللوجستية على الرغم من الظروف الصعبة في القطاع. وقد نجحت قوى المقاومة في استقطاب آلاف المقاتلين ولا تزال تعمل على تصنيع الأسلحة وتستفيد من مخلّفات الجيش الإسرائيلي التي يتركها في أرض الميدان بعد انسحابه، ولا تزال هذه القوى قادرة على الصمود والمواجهة .
أوضحت المصادر الدبلوماسية لـ”أساس” أنّه حتى الآن لا توجد مؤشّرات حاسمة إلى الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
الجنوب مرتبط بغزّة
على الصعيد اللبناني تؤكّد المصادر الدبلوماسية أنّ التطوّرات على الجبهة الجنوبية أصبحت مرتبطة بالتطوّرات في قطاع غزة، وأنّ المبعوث الأميركي آموس هوكستين لا يزال ينتظر ما سيحصل في المفاوضات حول غزة، وفور الوصول إلى اتّفاق قد يعود إلى بيروت وتل أبيب لمتابعة الوصول إلى اتفاق حول الجبهة الجنوبية، لكنّ المشكلة أنّه في حال لم يتمّ التوصّل إلى اتّفاق فإنّ الأوضاع مفتوحة على كلّ الاحتمالات على الرغم من استبعاد الحرب الواسعة حالياً، لكنّ ذلك لا يعني أنّ الإسرائيلي سيبقى مكتوف الأيدي أمام ما يجري، إذ يتقدّم خيار توسعة دائرة الاغتيالات وقد تشمل قيادات سياسية في الحزب والجماعة الإسلامية بعدما كانت تقتصر على القيادات والكوادر الأمنية والعسكرية في الأشهر السابقة .