يدخل الترقُّب مسافة زمنية ليست طويلة، لمعرفة مآل تصعيد الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة، واستمرار المواجهات، على جبهات الاسناد، لا سيما الجبهة اللبنانية، مع دخول عوامل متعددة، تجعل مكابرة رئيس دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يتوجه غداً الى الولايات المتحدة، غير ممكنة الاستمرار، مع تغيرات في الميدان، وبعد الضربة الكبيرة على المستوى العالمي مع صدور الرأي الإستشاري لمحكمة العدل الدولية، باعتبار الاحتلال الاسرائيلي «غير شرعي» وطالب اسرائيل بإنهاء وجودها في الاراضي الفلسطينية، فضلا عن حجم الخلافات التي تعصف داخل الأطقم السياسية والامنية والعسكرية لمنظومة الاحتلال، ومجاهدة شيوخ في الكونغرس بالعزم على مقاطعة خطاب نتنياهو اعتراضاً على عدم وقف النار في غزة.
واستناداً الى مصادر دبلوماسية، فإن الضغط الدولي والاقليمي والعربي لمنع اسرائيل ورئيس حكومتها من المغامرة بحرب واسعة اكثر قساوة بمرات من حرب غزة التي دخلت شهرها العاشر، ستظهر نتائجه في فترة زمنية لا تتجاوز نهاية الشهر الجاري، بحيث تتوضح المسارات والخيارات، وأيسرها الجنوح الى مفاوضات وقف النار، والتوصل الى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين اسرائيل وحماس.
بري: أعطوني حوارياً لعشرة أيام وخذوا رئيساً
ومع ان الرئيس نبيه بري استبعد حصول عدوان واسع على لبنان، حذر من التداعيات الخطيرة التي تهدد الامن والاستقرار في المنطقة من جراء مواصلة اسرائيل لحربها على قطاع غزة واصفا هذه الحرب بحرب ابادة. مشيرا الى ان وقف الحرب هو المدخل لنزع فتيل التوتر في المنطقة.
وحدد التزام لبنان بالقرار 1701 بكل بنوده، داعيا المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل للكف عن خرقها وانتهاكها لبنود هذا القرار.
وتطرق بري خلال مقابلة مع صحيفة «افنييري» التابعة للكنيسة الكاثوليكية الايطالية الى الازمة الناشئة عن استمرار الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية والفشل في انجاز هذا الاستحقاق قائلا: «اعطوني عشرة ايام من الحوار بين الكتل النيابية كافة، وخذوا انجازا لهذا الاستحقاق».
واكد بري ان الحوار للتوصل الى اتفاق على مرشح، او اثنين، او ثلاثة، او اربعة مرشحين، يتم التوافق عليهم خلال سبعة او عشرة ايام من الذهاب الى قاعة المجلس النيابي وانجاز الانتخابات بنصاب نيابي ودستوري ووطني.
وسارع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى الرد على الرئيس بري، ودعاه الى الكف عن تضييع الوقت والدعوة الى جلسة انتخاب بدورات متتالية وفقاً للدستور.
المعارضة عند الأرمن
وفي اطار تحركات وفد المعارضة، التقى النواب: غسان حاصباني، فؤاد مخزومي والياس حنكش وميشال الدويهي قبل ظهر امس في المجلس النيابي نواب كتلة الارمن: آغوب بقرادونيان وأغوب ترزيان، وعرضوا عليهما ظروف المبادرة، وما يمكن ان يُبنى عليها.
وقالت: مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن قوى المعارضة لا تزال تبدي انفتاحا بالنسبة إلى عرض خارطة الطريق الرئاسية، حتى وإن جاء إليها رد كتلة التنمية والتحرير بتأجيل الاجتماع دون تحديد موعد رسمي آخر، وقالت إن هناك أرجحية بعدم انعقاد اللقاء إذا كانت المواقف على نفسها لجهة رفض الحوار الذي يصر عليه الثنائي الشيعي، وبالتالي لن تكون هناك فائدة من انعقاد اللقاء، وأمام ذلك أوضحت أن اللقاء مع كتلة الوفاء للمقاومة قد يلقى مصير التأجيل تمهيدا لتطييره، على أن الساعات المقبلة من شأنها جلاء الأمور بشكل أوسع.
واعتبرت المصادر أن المعارضة لن تروج لفشل مبادرتها خصوصا أنها تعتبر أن ما تطرحه هو تحت مسمى خارطة طريق لانتخاب رئيس الجمهورية وفق الدستور، لافتة في المقابل إلى إصرار قوى الممانعة على التأكيد أن الحوار شرط أساسي لتحريك الملف الرئاسي.
وفي تصريح لـ «اللواء» أكد النائب بلال الحشيمي أن المعارضة أبدت كل ليونة وأنها عملت وتعمل جاهدة من أجل إتمام الاستحقاق الانتخابي، ولهذه الغاية تقدمت بخطوات إلى الأمام وركزت على التشاور وتلاقينا مع الكتل على منطق التشاور الذي كما اعتمد في التمديد لقائد الجيش، يمكن أن يتكرر في المجلس لفتح ابوابه من أجل عملية الإنتخاب.
وأشار النائب الحشيمي إلى أن اللقاء مع كتلة التنمية والتحرير ارجىء ولم يُلغَ وإن نوابا من الكتلة نعوا مبادرة المعارضة عند انطلاقتها، انما قوى المعارضة ابدت إصرارا على عقد لقاءات مع الجميع كي لا يقال أنها التقت فريقا معينا أو محددا دون سواه، معلنا أنه لا بد من السؤال ما إذا كانت هناك نية حقيقة لانتخاب الرئيس ام لا؟.
وأكد أن المعارضة تقف بوجه تكريس أعراف جديدة من خلال اعتماد الحوار، إذ من خلال اللجوء إلى هذه الأعراف عند كل استحقاق ، تحصل المشاكل.
وعن اللقاء المرتقب مع كتلة الوفاء للمقاومة، أشار إلى أنه ليس واضحا، داعيا جميع القوى إلى تحمل مسؤولياتها والمبادرة إلى انتخاب الرئيس دون انتظار معطيات خارجية.
التقدمي لتعيين عودة أصولاً
في مجال آخر، يتحرك الحزب التقدمي الاشتراكي لصدور مرسوم، يتم إمضاؤه اصولاً يتعلق بتعين رئيس الاركان اللواء حسان عودة الذي لا يزال وزير الدفاع موريس سليم لم يوقعه، ليتمكن لاحقا من الحلول مكان قائد الجيش العماد جوزيف عون، لأي سبب كان.
لبنان بمنأى عن الإعصار الرقمي
وعلى الرغم من ان «الاعصار الرقمي» نأى عن لبنان ونظامه المعلوماتي، فلم تحدث اعطالاً تصيبه بالشلل كما حدث في مصارف ومستشفيات ومطارات العالم، الا ان حركة الملاحة الجوية، تأثرت قليلاً، على سبيل الاحتراز، مما ادى الى تأخير بعض الرحلات الى اوروبا، ما يقرب من ساعة او اكثر عن المواعيد المحدّدة سابقاً.
وقال رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن أن «الخلل التقني العالمي لم يؤثر على حركة الطيران في المطار»، لافتا الى أنّ المطار تأثّر بالعطل العالمي بشكل بسيط لفترة لا تتعدّى النصف ساعة، إلا أنّ المطار حاليًّا يعمل بشكل طبيعي.
ولفت إلى أن «العطل التقني العالمي أثّر لبعض الوقت على أنظمة التسجيل والحجوزات، لكن الأمور عادت إلى طبيعتها، وحركة الطيران لم تتأثر».