من الواضح أن إيران، في سياق التصعيد الذي تمارسه، غير مهتمة بمصير المواطن اللبناني واليمني والعراقي والسوري. تمتلك أدوات محليّة، في هذه الدولة العربيّة أو تلك، وهي أدوات مستعدة لأن تفعل لها ما تشاء، بما في ذلك شنّ حملة شعواء على المملكة العربيّة السعوديّة التي سعت إلى احتواء حرب غزّة ولم توفّر جهداً في هذا المجال. ما الذي ستفعله إيران مستقبلاً في حال إصرارها على تهييج الميليشيات العراقيّة التي تبدو مصرّة على تنفيذ عمليات معيّنة تستهدف إسرائيل؟ هل يهمّ «الجمهوريّة الإسلاميّة» في شيء تنفيذ الدولة العبريّة لتهديدات من نوع تكرار تجربة الحديدة في البصرة؟
تبدو المنطقة مقبلة على أشهر في غاية الصعوبة، خصوصاً أن لا قيود أميركيّة من أي نوع على رئيس الحكومة الإسرائيلية من جهة وأنّ لا أفق أمام المشروع التوسّعي الإيراني باستثناء أفق تكريس امتلاك أوراق عربيّة تسمح بصفقة مع أميركا من جهة أخرى.